وما بلغني عن أحد من السلف خلاف هذا، إلا أن بعض المتأخرين ذكر أن الزيادة ليست من مسجده، وما علمت له سلفا في ذلك.
وسيأتي في زيادة عمر بن الخطاب ما ورد من الأخبار والآثار المقوية لذلك وليست مسألة الحلف على ألايدخل هذا المسجد فزيد فيه من هذا القبيل، لأن الأيمان مبناها على العرف.
الفصل الثالث في مقامه الذي كان يقوم به صلّى الله عليه وسلّم في الصلاة قبل تحويل القبلة، وبعدما جاء في تحويلها
روينا في البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلي نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله تعالى: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ [البقرة: ١٤٤] فتوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود: ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [البقرة: ١٤٢] فصلى مع النبي صلّى الله عليه وسلّم رجل، ثم خرج بعدما صلى، فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال: هو يشهد أنه صلّى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنه توجه نحو الكعبة، فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة.
وأسند يحيى عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا وقف يصلي انتظر أمر الله في القبلة، وكان يفعل أشياء مما لم يؤمر بها ولم ينه عنها من فعل أهل الكتاب، قال:
فبينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي، فأشار له جبريل: يا محمد صلّ إلى البيت، وصلّى جبريل عليه السلام إلى البيت، قال: فدار النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى البيت، قال: فأنزل الله تعالى: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها إلى وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ [البقرة:
١٤٤] قال: فقال المنافقون: حن محمد إلى أرضه وقومه، وقال المشركون: أراد محمد أن يجعلنا له قبلة، وأن يجعلنا له وسيلة، وعرف أن ديننا أهدى من دينه، وقالت اليهود للمؤمنين: ما صرفكم إلى مكة وتركتم قبلة موسى ويعقوب والأنبياء؟ والله ما أنتم إلا تعبثون، وقال المؤمنون: لقد ذهب منا قوم ماتوا ما ندري أكنا نحن وهم على قبلة أم لا؟
فأنزل الله تعالى في ذلك: سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ إلى قوله: إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ [البقرة: ١٤٢- ١٤٣] .
وروى ابن زبالة عن عثمان بن عبد الرحمن قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا وقف يصلي انتظر أمر الله في القبلة، وكان يفعل أشياء مما لم يؤمر بها ولم ينه عنها من فعل أهل