للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: وهي أي السبعة المشار إليها: بئر أريس، وبيرحاء، وبئر رومة، وبئر غرس، وبئر بضاعة، وبئر البصة، وبئر السقيا، أو بئر العهن، أو بئر جمل؛ فجعل السابعة مترددة بين الآبار الثلاث، ثم ذكر نحو ما قدمناه في فضائل هذه الآبار إلا العهن فلم يذكر فيها شيئا؛ لأن الوارد فيها إنما هو باسمها الآخر ولم يشتهر. ثم قال: والمشهور أن الآبار بالمدينة سبعة.

وقد روى الدارمي من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه ضبّوا عليّ سبع قرب من آبار شتى، وهو عند البخاري دون قوله «من آبار شتى» انتهى.

قلت: ومن ذلك فلا دلالة فيه على أن تلك الآبار السبعة هي المرادة بذلك، والمشهور عند أهل المدينة أن السابعة هي العهن، ولهذا قال أبو اليمن ابن الزين المراغي فيما أنشدنيه عنه أخوه شيخنا العلامة أبو الفرج ناصر الدين المراغي:

إذا رمت آبار النبيّ بطيبة ... فعدّتها سبع مقالا بلا وهن

أريس، وغرس، رومة، وبضاعة ... كذا بصّة، قل بيرحاء مع العهن

[تتمة في العين المنسوبة للنبي ص]

، وما يتصل بها من العين الموجودة في زماننا، وغيرها من العيون.

[عين كهف بني حرام]

روى ابن شبة عن عبد الملك بن جابر بن عتيك أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من العين التي عند كهف بني حرام، قال: وسمعت بعض مشيختنا يقول: قد دخل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الكهف.

وترجم ابن النجار لذكر عين النبي صلى الله عليه وسلم، ثم روى من طريق محمد بن الحسن وهو عن ابن زبالة عن موسى بن إبراهيم بن بشير عن طلحة بن حراش قال: كانوا أيام الخندق يخرجون برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخافون البيات، فيدخلونه كهف بني حرام، فيبيت فيه، حتى إذا أصبح هبط، قال: وبقر رسول الله صلى الله عليه وسلم العيينة التي عند الكهف، فلم تزل تجري حتى اليوم.

قلت: وهو في كتاب ابن زبالة، إلا أنه قال فيه: عن طلحة بن حراش عن جابر بن عبد الله، قال ابن النجار عقبه: وهذه العين في ظاهر المدينة، وعليها بناء، وهي في مقابلة المصلى.

قال المطري عقبه: أما الكهف الذي ذكره فمعروف في غربي جبل سلع، على يمين السالك إلى مسجد الفتح من الطريق القبلية، وعلى يسار المتوجه إلى المدينة مستقبل القبلة، يقابله نخل تعرف بالغنيمية، أي المعروفة اليوم بالنقيبية في بطن وادي بطحان غربي جبل

<<  <  ج: ص:  >  >>