سقفه أحد وعشرون ذراعا، فيكون سمك السقف والحائط الذي عليه الشراريف حول صحن المسجد أربعة أذرع، والذي بين أرض مقدم المسجد وسقفه بعد خفض أرضه عقب الحريق الثاني اثنان وعشرون ذراعا، وتقدم في زيادة عمر رضي الله عنه ما يقتضي أنه كان بينهما في زمانه أحد عشر ذراعا، ولم أقف على ذكر ما جعله عثمان رضي الله تعالى عنه بينهما، وذرع ما بين الأرض المحيطة بالمسجد من خارجه وأعلى سترة جداره من جهة المغرب ثمانية وعشرون ذراعا؛ فهذا سمك المسجد من خارجه، والله أعلم.
وقد تقدم ذكر منابر المسجد وذرعها في زيادة الوليد.
[الفصل الثاني والثلاثون في أبواب المسجد وما سد منها، وما بقي، وما يحاذيها من الدور قديما وحديثا]
[أبواب المسجد]
تقدم أن النبي صلّى الله عليه وسلّم جعل للمسجد الشريف ثلاثة أبواب: بابا في مؤخره، والباب الذي يدعى باب عاتكة ويقال له باب الرحمة، والباب الذي كان يدخل منه النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو باب آل عثمان.
وقد اقتضى كلام المؤرخين أن هذين البابين لم يحولا عن مكانهما، بل لما زيد في المسجد من جهتهما جعلا في محاذاة محلهما الأول.
وقد قدمنا في زيادة عمر رضي الله عنه أنه جعل الأبواب ستة: بابين عن يمين القبلة، وبابين عن يسارها، وبابين خلف القبلة، وأنه لم يغير باب عاتكة ولا باب عثمان، بل زاد في جهة باب عاتكة الباب الذي عند دار مروان وهو باب السلام، وزاد بعد باب عثمان الباب المعروف بباب النساء، فهذان البابان هما المزيدان في المغرب والمشرق.
وسبق أيضا أن عثمان رضي الله تعالى عنه أقر هذه الأبواب على حالها، ولم يزد فيها شيئا.
ولم يذكر ابن زبالة ولا يحيى ولا رزين ما زاده الوليد من الأبواب، ولا ما زاده المهدي حين زاد في المسجد، إلا أن ابن النجار قال: وأما أبواب المسجد فكانت بعد زيادة المهدي فيه، وذكر تسعة عشر بابا غير باب خوخة أبي بكر رضي الله عنه، كما سيأتي، وبين أماكنها كما سنشير إليه.
وقال المطري وتبعه المراغي والمجد: لما بنى الوليد بن عبد الملك المسجد ووسعه جعل له عشرين بابا، وذكر الأبواب المذكورة بعينها مع الخوخة المذكورة، وهذا وهم؛ لأن المنقول في هذه الأبواب أنها إنما كانت في زيادة المهدي، وهي التي استقر عليها الحال في أمر