ونزلت بنو مالك بن حماد وبنو زنيم وبنو سكين من فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ذئب ابن غطفان المحلة التي يقال لها بنو فزارة، وهي إلى حمام الصعبة إلى سوق الحطابين الذي بالجبانة، ولم ينزلها أحد من بني عدي بن فزارة.
قلت: والذي علمنا جهته من ذلك سوق الحطابين بالجبانة قرب مسجد الراية وثنية الوداع كما سيأتي في ترجمة الجبانة، والله أعلم.
[منازل بني كعب بن عمرو، وإخوتهم من بني المصطلق]
نزل بنو كعب بن عمرو بن عدي بن عامر ما بين يماني بني ليث بن بكر إلى دار شريح العدوي إلى موضع التمارين بالسوق إلى زقاق الجلادين الشارع على المصلى يمنة ويسرة إلى بطحان إلى زقاق كدام، وكدام: سقاط كان هناك، إلى دار ابن أبي سليم الشارعة على شامي المصلى.
ونزلت بنو المصطلق بن سعد بن عمرو وأخوه كعب بن عمرو رهط جويرية بنت الحارث زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم ظاهرة حرة بني عضدة إلى أدنى دار عمر بن عبد العزيز إلى الدار التي يقال لها دار الخرازين.
قلت: وذلك بالحرة الغربية.
[سعة المدينة في عهد النبي]
ومن تأمل ما ذكر في دور المهاجرين ومنازل القبائل منهم- مع ما سبق في منازل الأنصار- رأى أمرا عظيما فيما كان من عمارة المدينة وسعتها، واتصال بعضها ببعض، وآثار ما كان من العمارة شاهد بذلك اليوم، واسم المدينة صادق على ذلك كله، وسيأتي في ترجمة قباء أنها كانت مدينة كبيرة متصلة بالمدينة الشريفة، أي بما بينها من النخيل، ولهذا لم تكن الجمعة تقام بغير المسجد النبوي، ولو كانت قباء وغيرها من القرى المنفصلة اليوم منفصلة في زمنه صلّى الله عليه وسلّم وبها تلك القبائل من الناس لوجب إقامة الجمعة في كل قرية بها أربعون كما تقرر في موضعه، فقد كانت كلها في حكم البلد الواحد، فسبحان من يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
[اتخاذ سور المدينة]
ولما طرق المدينة الشريفة الخراب في أطرافها جعلوا لها سورا، قال المجد الفيروزبادي:
سور المدينة الشريفة بناه أولا عضد الدولة بن بويه بعد الستين وثلاثمائة في خلافة الطائع لله بن المطيع لله، ثم تهدم على طول الزمان وتخرب لخراب المدينة، ولم يبق إلا آثاره ورسمه.
وقال المطري في الكلام على مسجد جهينة: إن ناحية جهينة معروفة غربي حصن