للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث أبي هريرة، وإسنادهما حسن، وممن صححه الطحاوي وغيره، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، بعد ذكر رواية البيهقي له: وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات، انتهى.

وهذا المسجد مربع ذرعه من المشرق إلى المغرب أحد عشر ذراعا، ومن القبلة إلى الشام نحوها.

[مسجد بني قريظة]

ومنها: مسجد بني قريظة، وهو شرقي مسجد الشمس، بعيد عنه، بالقرب من الحرّة الشرقية، على باب حديقة تعرف بحاجزة هي وقف للفقراء، قاله المطري وقد قدمنا في منازل يهود أن أطم الزبير بن باطا كان في موضع مسجد بني قريظة وعنده خراب أبيات من دور بني قريظة شمالي باب الحديقة المذكورة، وبقربه ناس نزول من أهل العالية، وقد روى ابن شبة من طريق محمد بن عقبة بن مالك عن علي بن رافع وأشياخ قومه أن النبي صلى الله عليه وسلم «صلّى في بيت امرأة من الخضر، فأدخل ذلك البيت في مسجد بني قريظة» فذلك المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم شرقي بني قريظة عند موضع المنارة التي هدمت، هذا لفظ ابن شبة؛ فينبغي الصلاة في مسجد بني قريظة مما يلي محل المنارة في شرقي المسجد.

وقد روى ذلك ابن زبالة عن محمد بن عقبة، إلا أنه لم يعين المحل المذكور، بل قال:

فأدخل الوليد بن عبد الملك حين بنى المسجد ذلك البيت في مسجد بني قريظة، ويحتمل:

أنه صلى الله عليه وسلم صلى في مقدم المسجد أيضا، وإلا لجعلوا ما عند المنارة مقدمة.

قلت: الظاهر أن هذا المسجد هو المذكور في حديث الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى قال: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد، فأتى على حمار، فلما دنا قريبا من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار «قوموا إلى سيّدكم أو خيركم» ثم قال «إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك» فقال: تقتل مقاتلتهم وتسبي ذريتهم، الحديث.

فقوله «قريبا من المسجد» ليس المراد به مسجد المدينة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن به حينئذ، ولذا قال الحافظ ابن حجر: وقوله «فلما بلغ قريبا من المسجد» أي الذي أعدّه النبي صلى الله عليه وسلم أيام محاصرته لبني قريظة للصلاة فيه، وأخطأ من زعم أنه غلط من الراوي لظنه أنه أراد بالمسجد المسجد النبوي بالمدينة فقال: إن الصواب ما وقع عند أبي داود من طريق شعبة بإسناد الصحيح بلفظ «فلما دنا من النبي صلى الله عليه وسلم» انتهى. وإذا حمل على ما سبق لم يكن بين اللفظين اتفاق، والله سبحانه وتعالى أعلم.

قال ابن النجار: وهذا المسجد اليوم باق بالعوالي، كبير، وفيه ست عشرة أسطوانة قد

<<  <  ج: ص:  >  >>