بمكانك، فوقفت ببابها، فأشرفت فنظرت إليّ وقالت: تسمع بالمعيديّ خير من أن تراه، فأخبرت أبا عبد الله فقال: إذا شئت فتغيّب عن المدينة أياما، فغبت أتصيد، ثم نزلت المدينة فإذا مولاة لها أتتني فقالت: نحن نريدك للفرش وأنت تطلب الصيد؟ قد جئتك غير مرة من سيدتي، بعثت معي ألف دينار وعشرة أثواب وتقول لك: تقدم إذا شئت فاخطبني وامهر بها فإن لك عشرة جميلة، فغدوت فملكتها وأمرتها بالتهيؤ، ثم أخبرت أبا عبد الله، فقال: تهيأ للسفر، وإذا كان ليلة الخميس فادخل المسجد وسلّم على جدك، ونحن ننتظرك ببئر زياد بن عبيد الله، ففعلت، فأتيته، فأمر لي بثياب السفر، وقال: استشعر تقوى الله، وأحدث لكل ذنب توبة، امض فقد كتبت لك إلى معن بن زائدة، وغيبتك ثلاثة أشهر إن شاء الله، فإذا جئت صنعا فانزل منزلا وات معنا؟ ففعلت ما أمرني به، ودخلت على معن بإذن عام، فإذا به قاعدا والناس سماطان قياما، فسلمت فردّ وقال: من أنت؟ فأخبرته، فصاح: لا والله، ما أريد أن تأتوني، باب أمير المؤمنين أعود عليكم من بابي، فقلت: أستغفر الله من حسن الظن بك، وانصرفت، فأدركني رجل فقال: قد عوّضك الله خيرا مما فاتك، وآتاني ثلاثة آلاف دينار، وسألني عما أحتاج إليه من الكسوة، فكتبتها له، فلما كان بعد العشاء دخل عليّ معن بن زائدة وأكبّ على رأسي ويدي وقال: يا ابن سيدي وسادتي اعذرني فإني أعرف ما أداري، وأعطيته كتاب أبي عبد الله، فقبله وقرأه، ثم أمر لي بعشرة آلاف دينار، ثم قال: أيّ شيء أقدمك، فأخبرته خبري، فأمر لي بعشرة آلاف دينار أخرى وثلاث نجائب برحالها، وكساني ثلاثين ثوبا وغيرها، ثم ودّعني، فقضيت حوائجي وقدمت مكة موافيا لعمرة رمضان، فوافيت أبا عبد الله قدم مكة، وسلمت عليه، فقال: أصبت من معن بعد ما جبهك عشرين ألف دينار سوى ما أصبت من غيره؟ قلت: نعم، قال: فإن معنا جماعة كانوا يدعون الله لك، فمر لهم شيء، فقلت: ذاك إليك، قال: كم في نفسك أن تعطيهم؟ قلت: ألف دينار، قال:
إذا تجحف بنفسك، ولكن فرق عليهم خمسمائة دينار وخمسمائة لمن يعتريك بالمدينة، ففعلت، وقدمت المدينة واستخرج عينا بالمروة وعينا بالمضيق وعينا بالسقيا، وبنيت منازل بالبقيع، فتروني أؤدي شكر أبي عبد الله وولده أبدا؟.
[عين الخيف:]
تأتى من عوالي المدينة فتسقي ما حول مساجد الفتح، وهي متقطعة، وفقرها ظاهرة تسمى اليوم بشبشب.
[عين رسول الله صلى الله عليه وسلم:]
تقدمت في تتمة الفصل الأول من الباب السادس.
[عين الشهداء:]
التي تقدم أن معاوية رضي الله تعالى عنه أجراها، وكانت تسمى