ثم بعد دار عثمان في القبلة الطريق خمسة أذرع، أو نحو ذلك، ثم منزل أبي أيوب الأنصاري الذي نزله النبي صلّى الله عليه وسلّم، وابتاعه المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وجعل فيه ماءه الذي يسقى في المسجد.
قلت: قد قدمنا في الفصل الرابع عشر من الباب الثالث شرح حال هذه الدار، وأن الملك المظفر شهاب الدين غازي اشترى عرصتها وبناها مدرسة ووقفها على المذاهب الأربعة.
[دار جعفر الصادق]
ثم إلى جنب منزل أبي أيوب دار جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم التي يسقى فيها الماء، التي تصدق بها جعفر، وكانت لحارثة بن النعمان الأنصاري.
قلت: في موضعها اليوم العرصة الكبيرة التي في قبلة المدرسة الشهابية، وفيها محراب قبلة مسجد جعفر الصادق وأثر محاريب، وهي الآن ملك الأشراف المنايفة، ثم انتقلت منهم للشجاعي شاهين الجمالي شيخ الحرم، ابتناها مسكنا له.
[دار حسن بن زيد]
وقبالتها- أي: في المغرب- دار حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، وهو أطم كان حسن ابتاعه فخاصمه فيه أبو عوف النجاري، فهدمه حسن، فجعله دارا.
قلت: وهو الأطم الذي يدعى بفويرع، وفي موضع هذه الدار اليوم بيت الأشراف المنايفة الذي عليه ساباط متصل بالمدرسة الشهابية، والبيت الذي في قبلته وما في غربيها إلى دار القضاة بني صالح.
[دار فرج الخصي]
والطريق خمسة أذرع بينها- أي: بين دار حسن المذكورة- وبين دار فرج الخصي أبي مسلم مولى أمير المؤمنين، وكانت دار فرج من دور إبراهيم بن هشام، وهي قبلة الجنائز، كان فيها سرب تحت الأرض يسلكه إبراهيم إلى داره دار التماثيل التي كان ينزل بها يحيى بن حسين بن زيد بن علي.
قلت: أما الطريق المذكورة فهي الآخذة من باب المدرسة الشهابية إلى بيت بني صالح، ودار فرج المذكورة هي الرباط المعروف برباط مراغة، والطريق المذكورة بينه وبين دار المنايفة، وأما دار التماثيل التي كان يتوصل إليها ابن هشام بالسرب المذكور فلم يبينها ابن