قلت: أم بردة هذه هي مرضعة إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي عندها، وحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاته في بيتها، وظاهر ما سيأتي في بقيع الزبير من قول ابن شبة في بعض دوره على يسارك إذا أردت بني مازن، وكذا ما قدمناه عنه في منازل مزينة ومن حل معها أن منازل بني مازن قرب منازل بني زريق مما يلي القبلة والمشرق؛ لأنه قال بعد ذكر منازل بني زريق ما لفظه: إلى أن يلقى بني مازن بن عدي بن النجار، لكن قوله ابن عدي خطأ في النسخة لأن مازنا هو ابن النجار نفسه، وعدي أخوه.
وتقدم عن المطري أن منازل بني مازن قبلي بئر البصة في الناحية المسماة اليوم بأبي مازن، قال: وكان إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم مسترضعا فيها عند امرأة أبي سيف العين.
[مسجد بني عمرو]
ومنها: مسجد بني عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار روى ابن زبالة وابن شبة عن هشام بن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد بني عمرو بن مبذول.
وروى ابن شبة عن يحيى بن النضر نحوه، ولم يذكر المطري ومن تبعه هذا المسجد، ولم يعد بني مبذول في بطون بني النجار.
وتقدم في المنازل أن منزلهم كان عند بقيع الزبير؛ فتؤخذ جهته من المسجد بعده.
[مسجد بقيع الزبير]
ومنها: مسجد بقيع الزبير روى ابن زبالة عن عطاء بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى الضحى في بقيع الزبير ركعتين، فقال له أصحابه: إن هذه الصلاة ما كنت تصليها، قال: إنها صلاة رغب ورهب فلا تدعوها.
وسيأتي في بقيع الزبير أنه في شرقي بني زريق، مجاور لدور بني غنم إلى جانب البقال.
[مسجد صدقة الزبير]
ومنها: مسجد صدقة الزبير ببني محمم- روى ابن زبالة عن هشام بن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد الذي وضعه الزبير في بني محمم.
ورواه ابن شبة عنه بلفظ: في صدقة الزبير في بني محمم.
قلت: وذلك بالجزع المعروف بالزبيريات، غربي مشربة أم إبراهيم، وقبلتها بقرب خنافة والأعواف، وهما من أموال بني محمم.
وقال الشافعي رحمه الله: وصدقة النبي صلى الله عليه وسلم قائمة عندنا، وصدقة الزبير قريب منها.