وعن سعيد بن جبير قال: رأيت قبر إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم في الزوراء؛ فيستفاد منه تسمية ذلك الموضع بالزوراء أيضا.
وروى ابن زبالة عن سعيد بن محمد بن جبير أنه رأى قبر إبراهيم عند الزوراء.
قال عبد العزيز بن محمد: وهي الدار التي صارت لمحمد بن زيد بن علي.
وعن جعفر بن محمد أن قبر إبراهيم وجاه دار سعيد بن عثمان التي يقال لها الزوراء بالبقيع، فهدمت مرتفعا عن الطريق.
وعن قدامة قال: دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم ابنه إلى جنب عثمان بن مظعون، وقبره حذاء زاوية دار عقيل بن أبي طالب من ناحية دار محمد بن زيد.
[قبر عثمان بن مظعون]
وروى ابن شبة عن سعد بن جبير بن مطعم قال: رأيت قبر عثمان بن مظعون عند دار محمد بن علي بن الحنفية.
وعن محمد بن قدامة عن أبيه عن جده قال: لما دفن النبيّ صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون أمر بحجر فوضع عند رأسه، قال قدامة: فلما صفق البقيع وجدنا ذلك الحجر، فعرفنا أنه قبر عثمان بن مظعون. قال عبد العزيز بن عمران: وسمعت بعض الناس يقول: كان عند رأس عثمان بن مظعون ورجليه حجران.
وعن شيخ من بني محزوم يدعى عمر قال: كان عثمان بن مظعون أول من مات من المهاجرين، فقالوا: يا رسول الله أين ندفنه؟ قال: بالبقيع، قال: فلحد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضل حجر من حجارة لحده، فحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه عند رجليه، فلما ولي مروان بن الحكم المدينة مرّ على ذلك الحجر فأمر به فرمى به، وقال: والله لا يكون على قبر عثمان بن مظعون حجر يعرف به، فأتته بنو أمية فقالوا: بئس ما صنعت، عمدت إلى حجر وضعه النيس صلى الله عليه وسلم فرميت به، بئس ما عملت، فمر به فليرد، فقال: أما والله إذ رميت به فلا يرد.
وسيأتي في قبر عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه من رواية ابن زبالة أن مروان جعل ذلك الحجر على قبر عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
وروى أبو داود بإسناد حسن عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، ولم يسم الصحابي الذي حدثه، قال: لما مات عثمان بن مظعون أخرج بجنازته فدفن، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي بحجر فلم يستطع حمله، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسر عن ذراعيه- قال المطلب: قال الذي يخبرني: كأني أنظر إلى بياض ذراعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حسر عنهما- ثم حمله فوضعه عند رأسه، وقال: أتعلم به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي.