الرابع عشر: باب كان يقابل دار منيرة أيضا كما صرح به ابن زبالة ويحيى، ووهم المجد فجعله الذي بعده، وموضع ما يقابله اليوم من دار منيرة الدار الموقوفة على الخدام التي في قبلة الزقاق الذي يدخل منه إلى دور القياشين، وهذا الباب مسدود اليوم كما يظهر من خارج المسجد أيضا، وبذلك يعلم أن محلهما من ذلك الجدار لم يجدد.
[الباب الخامس عشر]
الخامس عشر: باب كان يقابل دار نصير صاحب المصلى وهو مولى المهدي وكانت هذه الدار منزلا لسكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهم، وفي موضعها اليوم الدار التي عن يسار الداخل من زقاق دور القياشين والدار التي تعرف اليوم بدار تميم الداري، وقد آلت إليّ ثم وقفتها، وهي الآن منزلي، ولم أقف على أصل في تسميتها بذلك، وهذا الباب في مقابلة الدار المعروفة بدار تميم من دار نصير، وهو مسدود اليوم، وبقيت منه قطعة تظهر من خارج المسجد، ودخل باقيه عند تجديد الحائط من باب عاتكة إليه.
[الباب السادس عشر]
والسادس عشر: باب كان يقابل دار جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك، وقد دخل في داره هذه فارغ أطم حسان بن ثابت كما قاله ابن زبالة، وفي موضعها اليوم المدرسة الكلبرجية التي أنشأها السلطان شهاب الدين أحمد سلطان كلبرجة من بلاد الهند في سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، وهذا الباب دخل في الحائط عند تجديده، وأسقطه المطري مع أنه مذكور في كلام ابن زبالة ويحيى، ولما أسقطه زاد بدله بابا لا وجود له في كلام من قبله، على ما سيأتي التنبيه عليه.
[باب عاتكة (باب السوق)(وباب الرحمة)]
السابع عشر: باب عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية، كان يقابل دار عاتكة المذكورة، ثم صارت هذه الدار ليحيى بن خالد البرمكي والد جعفر، ودخلت في دار جعفر المتقدم ذكرها، وتوهم الزين المراغي من نسبتها لجعفر بن يحيى ومن كون أطم حسان دخل في دار جعفر بن يحيى أنها محل أطمه، وليس كذلك لما قدمناه، وفي موضعها اليوم دار من أوقاف الخدام في قبلة المدرسة الكلبرجية تواجه يمين الخارج من باب المسجد المذكور، وقد استبدلها الشيخ الزيني بن مزهر بإزالة ديوان الإنشاآت وما غربيها من الدور، واتخذ ذلك مدرسة ورباطا وأروقة على يد صاحبنا العلامة الشيخ نور الدين المحلي نفع الله به، ويعرف هذا الباب قديما أيضا بباب السوق، كما يؤخذ مما سيأتي في باب زياد، لأن سوق المدينة كانت في المغرب في جهته. ويعرف قديما أيضا بباب الرحمة؛ فإن يحيى ذكر في بناء النبي