للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخالف لما في رواية ابن زبالة من أن عمر جعل أساطينه من لبن، والمعوّل عليه رواية الصحيح.

وروى أحمد عن نافع أن عمر رضي الله عنه زاد في المسجد من الأسطوانة إلى المقصورة، وقال عمر: لولا أني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ينبغي أن نزيد في مسجدنا» ما زدت.

وأسند يحيى عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنهما قال: لولا أني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ينبغي أن نزيد في المسجد» ما زدت في المسجد شيئا.

وفي رواية له أن ابن عمر قال: إن الناس كثروا في عهد عمر، فقال له قائل: يا أمير المؤمنين لو وسّعت في المسجد، فقال عمر: لولا أني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إني أريد أن أزيد في قبلة مسجدنا» ما زدت فيه.

وأسند ابن زبالة عن مسلم بن حباب أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال يوما وهو في مصلاه في المسجد: «لو زدنا في مسجدنا» وأشار بيده نحو القبلة، فأدخلوا رجلا وأجلسوه في موضع مصلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم رفعوا يد الرجل وخفضوها حتى رأوا أن ذلك نحو ما رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم رفع يده، ثم مدوا مقاطا «١» فوضعوا طرفه بيد الرجل، ثم مدوه، فلم يزالوا يقدمونه ويؤخرونه حتى رأوا أن ذلك فيه بما أشار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الزيادة، فقدم عمر القبلة، فكان موضع جدار عمر في موضع عيدان المقصورة.

[بين عمر والعباس]

وقال ابن سعد: أنا يزيد بن هارون، أنا أبو أمية بن يعلى عن سالم أبي النضر قال: لما كثر المسلمون في عهد عمر رضي الله عنه وضاق بهم المسجد فاشترى عمر ما حول المسجد من الدور إلا دار العباس بن عبد المطلب وحجر أمهات المؤمنين، فقال عمر للعباس: يا أبا الفضل، إن مسجد المسلمين قد ضاق بهم، وقد ابتعت ما حوله من المنازل نوسع به على المسلمين في مسجدهم إلا دارك وحجر أمهات المؤمنين، فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها، وأما دارك فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين أوسّع بها في مسجدهم، فقال العباس: ما كنت لأفعل، قال: فقال له عمر: اختر مني إحدى ثلاث: إما أن تبيعنيها بما شئت من بيت المال، وإما أن أخطك حيث شئت من المدينة وأبنيها لك من بيت مال المسلمين، وإما أن تصدّق بها على المسلمين فتوسع في مسجدهم، فقال: لا، ولا واحدة


(١) المقاط: الحبل. وومقود الفرس. ورشاء الدّلو. (ج) مقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>