فقال: بحبس سيل، فقال:«أخرج أهلك منها؛ فإنه يوشك أن تخرج منه نار تضيء أعناق الإبل ببصرى» .
وحديث:«يوشك نار تخرج من حبس سيل تسير سير بطيئة الإبل، تسير النهار وتقيم الليل» الحديث أخرجه أحمد وأبو يعلى من رواية رافع بن بشير السلمي عن أبيه. قال الحافظ الهيثمي: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير رافع، وهو ثقة، انتهى.
وفي مسند الفردوس عن عمر حديث:«لا تقوم الساعة حتى يسيل واد من أودية الحجاز بالنار يضيء له أعناق الإبل ببصرى» وأخرجه ابن عدي في كامله من طريق عمر بن سعيد التنوخي عن ابن شهاب عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رفعه، وعمر بن سعيد ذكره ابن حبان في الثقات، وكتبه ابن عدي والدارقطني.
[بيان أن المدينة يمانية كما أنها حجازية]
وقد ظهرت هذه النار بالمدينة الشريفة كما سنبينه، ولا إشكال في كون المدينة حجازية، وأما كونها يمانية فقد نص عليه الشافعي. قال البيهقي في المعرفة: قال الشافعي: ومكة والمدينة يمانيتان. قلت: وقد ذكر الشافعي في الأم حديث: «أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا» الحديث، ثم روى «أن النبي صلّى الله عليه وسلّم وقف على ثنية تبوك فقال: ما هاهنا شام، وأشار بيده إلى جهة الشام، وما هاهنا يمن، وأشار بيده إلى جهة المدينة» هكذا نقلته من الأم بهذا اللفظ، وهو في مسند الشافعي بلفظ «ما هاهنا شام، وأشار بيده إلى الشام، ومن هاهنا يمن، وأشار بيده إلى جهة المدينة» قال ابن الأثير في شرحه: الغرض منه بيان حد الشام واليمن، وقد جعل المدينة من اليمن، اه. والعجب أن النووي قال في فتاويه: مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم ليست يمانية ولا شامية، بل هي حجازية، قال: وهذا لا خلاف فيه بين العلماء، وكأنه لم يقف على هذا.
وأما حبس سيل فقد قيل: إن حبس- بالضم ثم السكون- بين حرة بني سليم والسوارقية، وقد كان إقبال هذه النار من المشرق في جهة طريق السوارقية كما سيأتي، وقال نصر: حبس سيل- بالفتح- إحدى حرتي بني سليم. قلت: وأهل المدينة اليوم