قال عبد العزيز بن عمران: نينوى موضعان: أحدهما من أرض السواد بالطف حيث قتل الحسين رضي الله تعالى عنه. والآخر قرية بالموصل، وهي التي فيها يونس النبي صلى الله عليه وسلم، ولسنا ندري أي الموضعين عنى. وتقدم في أوائل الباب الثالث روايتان جاءتا في ذلك قال في إحداهما: فإذا فيه «أنا عبد الله الأسود رسول رسول الله عيسى بن مريم عليه السلام إلى أهل قرى عرينة» وقال في الأخرى» وإذا فيه أنا عبد الله رسول نبي الله سليمان بن داود إلى أهل يثرب، وأنا يومئذ على الشمال» .
[جماء العاقر (العاقل)]
الثالثة: جماء العاقر- بالراء كما في كتاب ابن شبة وغيره، وفي بعض نسخ ابن زبالة والهجري ومعارف العقيق للزبير باللام- قال ابن شبة، عقب ما تقدم عنه: وجماء العاقر الجبل الذي خلفه المشاش، وإليه قصور جعفر بن سليمان بن علي بالعرصة، وقال الهجري:
الثالثة جماء العاقل، فيها طريق إلى جماء أم خالد، تسيل على قصور جعفر بن سليمان، خلفها المشاش وهو واد يصبّ في العرصة، وقال الزبير: جماء العاقل طريق بينها وبين جماء أم خالد خلفها المشاش.
وفي المشاش يقول عروة بن أذينة:
إذ جرى شعب المشاش بهم ... ومضيف تلمة الرحمة
ومن البطحاء قد نزلوا ... دار زيد فوقها العجمة
وأورد ابن زبالة هنا حديث «لا تقوم الساعة حتى يقتل رجلان موضع فسطاطيها في قبل الجماء» وحديث «نعم الجماء المنزل لولا كثرة الأساود» . وقد قدمنا في الفصل الأول نحوه في العرصة، وقدمنا ما جاء في ذي الحليفة وبطحانها والمعرس ومسجد الشجرة، وروى البيهقي في المعرفة عن الشافعي قال: كان سعيد بن زيد وأبو هريرة يكونان بالسحر على أقل من ستة أميال فيشهدان الجمعة ويدعانها.
وروى الزبير عن نافع أنه لما استصرخ على سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يوم الجمعة بعد ما ارتفع الضحى أتاه ابن عمر بالعقيق، وترك الجمعة.
وعن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه أن أروى بنت أويس أسعدت مروان بن الحكم على سعيد بن زيد في أرضه بالشجرة، فقالت: إنه أدخل ضفيرتي في أرضه، فقال: كيف أظلمها وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من اقتطع شبرا من الأرض طوّقه من سبع أرضين يوم القيامة» ؟ وترك لها سعيد ما أدّعت، وقال: اللهم إن كانت أروى ظلمتني فأعم بصرها، واجعل قبرها في بئرها، فعميت أروى، وجاء سيل فأبدي عن ضفيرتها خارجا عن حق سعيد، فأقسم سعيد على مروان ليركبنّ معه وينظر إلى ضفيرتها، فركب والناس حتى نظروا إليها، ثم إن أروى خرجت لبعض حاجتها فوقعت في البئر فماتت.