للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بئر أريس]

ومنها بئر أريس، وسيأتي ما جاء فيها في الآثار، قال ابن جبير في رحلته: وبإزائها دار عمر، ودار فاطمة، ودار أبي بكر، رضي الله تعالى عنهم. ولعله يريد أماكن نزولهم قبل التحوّل إلى المدينة، والله أعلم.

[ما جاء في بيان طريقه صلى الله عليه وسلم إلى قباء ذاهبا وراجعا طريق النبي صلى الله عليه وسلم إلي قباء ذاهبا وراجعا]

قال أبو غسان فيما نقله ابن شبة: أخبرني الحارث بن إسحاق قال: كان إسحاق بن أبي بكر بن إسحاق يحدث أن مبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مركبه إلى قباء أن يمر على المصلى، ثم يسلك في موضع الزقاق بين دار كثير بن الصّلت ودار معاوية بالمصلى، ثم يرجع راجعا على طريق دار صفوان بن سلمة التي عند سقيفة محرق، ثم يمر على مسجد بني زريق من كتّاب عروة حتى يخرج إلى البلاط، قال: فذكر إسحاق أنه رأى الوليد بن عبد الملك سلك هذه الطريق على هذه الصفة في مبدئه ورجعته من قباء.

قلت: وهو يقتضي أن طريقه صلى الله عليه وسلم كانت من جهة الدّرب المعروف اليوم بدرب سويقة في الذهاب والرجوع؛ لأن المصلى ومسجد بني زريق في جهته، وقد سبق في المصلى أن دار كثير بن الصّلت كان قبلة المصلى، وسبق ما يؤخذ منه أن دار معاوية رضي الله عنه كانت مقابلها.

وقوله «حتى يخرج إلى البلاط» أي الآخذ من باب السلام إلى جهة درب سويقة؛ لما سبق في الكلام على المصلي من رجوعه صلى الله عليه وسلم على مسجد بني زريق من كتّاب عروة حتى يخرج إلى البلاط من زقاق دار عبد الرحمن بن الحارث المتقدم بيانه في الدور التي في ميمنة البلاط المذكور، وكثير من الناس اليوم يسلكون إلى قباء من طريق درب البقيع؛ لكونها أقصد يسيرا.

[ذرع الطريق]

وقد ذرعت الطريق من هذه الجهة فكان بين عتبة باب المسجد النبوي المعروف بباب جبريل وعتبة باب مسجد قباء سبعة آلاف ذراع ومائتا ذراع بذراع اليد المتقدم تحريره يشفّ يسيرا، وذلك ميلان وخمسا سبع ميل. وسيأتي في ترجمة قباء ما وقع للناس من الخبط في بيان هذه المسافة، فإن أسقطت حصة ما بين باب جبريل وباب درب البقيع من ذلك كانت المسافة بين باب سور المدينة المذكور وباب مسجد قباء ميلين إلا مائتي ذراع وثلاثا وثلاثين ذراعا، والله سبحانه وتعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>