للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خروج أبي بريدة لاستقبال الرسول صلّى الله عليه وسلّم

قال أبو سليمان الخطابي: لما شارف النبي صلّى الله عليه وسلّم المدينة لقيه بريدة الأسلمي في سبعين من قومه بني أسلم، فقال: من أنت؟ قال: بريدة فقال لأبي بكر: برد أمرنا وصلح، ثم قال: ممن؟ قال: من أسلم، قال: سلمنا، ثم قال: ممن؟ قال: من بني سهم، قال:

خرج سهمنا «١» .

وقد روى ابن الجوزي في شرف المصطفى من طريق البيهقي موصولا إلى بريدة قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يتطير، وكان يتفاءل، وكانت قريش جعلت مائة من الإبل لمن يأخذ نبي الله صلّى الله عليه وسلّم فيرده إليهم حين توجه إلى المدينة، فركب بريدة في سبعين راكبا من أهل بيته من بني سهم، فلقي نبي الله صلّى الله عليه وسلّم فقال نبي الله صلّى الله عليه وسلّم: من أنت؟ قال: أنا بريدة، فالتفت النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال: يا أبا بكر، برد أمرنا وصلح، ثم قال صلّى الله عليه وسلّم: ممن أنت؟ قال: من أسلم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأبي بكر: سلمنا، ثم قال: ممن؟

قال: من بني سهم، قال: خرج سهمك، فقال بريدة للنبي صلّى الله عليه وسلّم: من أنت؟ قال: أنا محمد بن عبد الله رسول الله، فقال بريدة: أشهد ألاإله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فأسلم بريدة وأسلم من كان معه جميعا، فلما أصبح قال بريدة للنبي صلّى الله عليه وسلّم:

لا تدخل المدينة إلا ومعك لواء، فحل عمامته ثم شدّها في رمح ثم مشى بين يديه صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله تنزل على من؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: إن ناقتي هذه مأمورة، قال بريدة:

الحمد لله الذي أسلمت بنو سهم طائعين.

وفي الصحيح أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبا بكر ثياب بياض.

وروى أن طلحة كان قدم من الشام ومعه ثياب أهداها لأبي بكر من ثياب الشام، فلما لقيه أعطاه، فلبس منها النبي صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكر.

قال الحافظ ابن حجر: فيحتمل: أن كلا من طلحة والزبير أهدى لهما، والذي في السّير هو طلحة؛ فالأولى الجمع، وعند ابن أبي شيبة ما يؤيده، وإلا فما في الصحيح أصح.


(١) خرج سهمنا: أي فزنا وظفرنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>