للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يزوج ابنته من يزيد بن معاوية، فباع عبد الله تلك العيون من معاوية، ثم قبضت حين ملك بنو هاشم الصوافي، فكلم فيها عبد الله بن حسن بن حسن أبا العباس وهو خليفة فردها في صدقة علي، فأقامت في صدقته حتى قبضها أبو جعفر في خلافته، وكلم فيها الحسن بن زيد المهدي حين استخلف، وأخبره خبرها، فردها مع صدقات علي.

قلت: وهي معروفة اليوم بينبع، ولكن في يد أقوام يدّعون ملكها.

وقال المبرد: روي أن عليا لما أوصى إلى الحسن وقف عين أبي نيزر البغيبغة، وهي قرية بالمدينة، وقيل: عين كثيرة النخل غزيرة الماء.

وذكر أهل السير أن معاوية كتب إلى مروان: أما بعد، فإن أمير المؤمنين أحبّ أن يرد الألفة، ويزيل السّخيمة، ويصل الرحم، فاخطب إلى عبد الله بن جعفر ابنته أمّ كلثوم على ابن أمير المؤمنين، وأرغب له في الصداق، فوجه مروان إلى عبد الله فقرأ عليه الكتاب وعرّفه ما في الألفة، فقال: إن خالها الحسين بينبع، وليس ممن يفتات عليه، فأنظرني إلى حين يقدم، فلما قدم ذكر له ذلك، فقام ودخل على الجارية وقال: إن ابن عمك القاسم بن محمد بن جعفر أحقّ بك، ولعلك ترغبين في الصداق، وقد نحلك البغيبغات، فلما حضر القوم للإملاك تكلم مروان، فذكر معاوية وما قصده، فتكلم الحسين وزوّجها من القاسم، فقال له مروان: أغدرا يا حسين؟ فقال: أنت بدأت، خطب الحسن بن علي عائشة بنت عثمان بن عفان، واجتمعنا لذلك، فتكلمات أنت وزوجتها من عبد الله بن الزبير، فقال مروان: ما كان ذاك، فالتفت الحسين إلى محمد بن حاطب وقال: أنشدك الله أكان ذلك؟

فقال: اللهم فنعم.

فلم تزل هذه الضّيعة في يد بني عبد الله من ناحية أم كلثوم يتوارثونها، حتى استخلف المأمون، فذكر له، فقال: كلا هذا وقف عليّ، فانتزعها، وعوضهم عنها، وردها إلى ما كانت عليه.

[البقال:]

بالفتح وتشديد القاف، قال الزبير في ذكر طلحة من بني البحتري: وداره بالمدينة إلى جنب بقيع الزبير بالبقال، وتقدم في قبور أمهات المؤمنين أنها من خوخة بيته إلى الزقاق الذي يخرج على البقال، وأن دار أبي رافع التي أخذها من سعد بالبقال مجاورة لسقيفه محمد بن زيد بن علي بن حسين بالبقيع، وتقدم في مشهد إسماعيل بن جعفر أنه دار زين العابدين علي بن حسين، فالبقال هناك.

[بقعاء:]

بالمد وفتح أوله بمعنى المجدب من الأرض، موضع على أربعة وعشرين ميلا من المدينة، خرج إليه أبو بكر لتجهيز المسلمين لقتال أهل الردة، ويقال: بقعاء ذي

<<  <  ج: ص:  >  >>