للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدار الملاك إلى أن صارت لأبي أيوب وهو من ولد ذلك العالم، وأهل المدينة الذين نصروه كلهم من أولاد أولئك العلماء، انتهى.

زاد غير المجد: ويقال: إن الكتاب الذي فيه الشعر كان عند أبي أيوب حين نزل عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم فدفعه له، وهو غريب، وكتب التواريخ متظاهرة «١» على ما قدمناه في أمر الأنصار ونسبهم.

وقد ذكر السهيلي إيمان تبّع بالنبي صلّى الله عليه وسلّم وذكر البيتين، وروى حديث «لا تسبوا تبّعا فإنه كان مؤمنا» .

وروى عبد الرزاق عن وهب بن منبه قال: نهى النبي صلّى الله عليه وسلّم عن سب أسعد وهو تبّع.

قال وهب: وكان على دين إبراهيم.

وروى أحمد من حديث سهل بن سعيد رفعه «لا تسبوا تبّعا فإنه كان قد أسلم» وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس مثله، وإسناده أصلح من إسناد سهل، وأما ما رواه عبد الرزاق عن أبي هريرة مرفوعا «لا أدري تبع كان لعينا أم لا» فمحمول على أنه صلّى الله عليه وسلّم قاله قبل أن يعلم بحاله.

وقال المرجاني: إن أبا كرب بن أسعد الحميري آمن بالنبي صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعث بسبعمائة سنة، وقال: «شهدت على أحمد- البيتين المقدمين» وإن أباه أسعد هو تبّع الذي كسا الكعبة، ونقله عن حكاية ابن قتيبة، والذي رأيته في المعارف لابن قتيبة أن أسعد أبا كرب الحميري هو الموصوف بما ذكره. وروى ابن زبالة أن تبعا لما قدم المدينة وأراد إخراجها جاءه حبران من قريظة يقال لهما سحيت ومنبه فقالا: أيها الملك انصرف عن هذه البلدة فإنها محفوظة، وإنها مهاجر نبي من بني إسماعيل اسمه أحمد يخرج في آخر الزمان، فأعجبه ما سمع منهما، فصدقهما وكفّ «٢» عن أهل المدينة.

[الفصل الخامس في منازل قبائل الأنصار بعد إذلال اليهود،]

وشيء من آطامهم، وما دخل بينهم من الحروب، وهو نافع في معرفة جهات المساجد التي لا تعرف اليوم، وغير ذلك.

اعلم أن ابن زبالة نقل ما حاصله أن الأوس والخزرج بعد انصراف أبي جبيلة ونصره


(١) متظاهرة: متوافقة.
(٢) كفّ عنهم: انصرف وامتنع عنهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>