للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنا عند دار ابن مسعود قال: يا أبا الحارث، إن حبي أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم أخبرني أنه رب يمين بهذه البقعة لا يصعد إلى الله، قال: قلت له: أنّى ذلك يا أبا هريرة؟ قال: أما أني أشهد ما كذبت، قلت: وأنا أشهد.

وروى ابن زبالة عن عبد الرحمن بن يعقوب أن النبي صلّى الله عليه وسلّم جاء السوق فرأى حنطة مصبرة فأدخل يده فيها، فناله بلل في جوفها، فقال: ما هذا؟ لصاحب الطعام، قال:

أصابني مطر فهو هذا البلل الذي ترى، قال: ألا جعلته على رأس الطعام حتى يراه الناس؟

من غش فليس مني، من غش فليس مني، وأصل الحديث رواه أبو داود وغيره، ولفظه:

أن النبي صلّى الله عليه وسلّم مرّ برجل يبيع طعاما، فسأله كيف تبيع؟ فأخبره فأوحى إليه أن أدخل يدك فيه، فأدخل يده فإذا هو مبلول، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ليس منا من غش.

وعن ابن المغيرة قال: مر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برجل يبيع طعاما في السوق بسعر هو أرفع من سعر السوق، فقال: تبيع في سوقنا بسعر هو أرفع من سعرنا؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: صبرا واحتسابا؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: أبشروا فإن الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله، وإن المحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله.

قلت: وقوله «بسعر هو أرفع» أي بزيادة في المسعر وهو المبيع، ويدل لذلك ما رواه ابن شبة عن ابن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة قال: كان أبي وعثمان بن عفان شريكين يجلبان التمر من العالية إلى السوق، فمر بهم عمر بن الخطاب، فضرب الغرارة برجله وقال: يابن أبي بلتعة زد في السعر وإلا فاخرج من سوقنا.

وروى ابن زبالة عن القاسم بن محمد أن عمر بن الخطاب مر بحاطب بن أبي بلتعة وهو بسوق المصلى وبين يديه غرارتان فيهما زبيب، فسأله عن سعره، فسعّر له مدّين بدرهم، فقال عمر: قد حدثت بعير مقبلة من الطائف تحمل زبيبا وهم إذا وضعوا إلى جنبك غدا اعتبروا بسعرك، فإما أن ترفع في السعر، وإما أن تدخل زبيبك في البيت فتبيعه كيف شئت، فلما رجع عمر حاسب نفسه في الظهر، ثم خرج فأتى حاطبا في منزله فقال: إن الذي قلت لك ليس بعزيمة مني ولا قضاء، وإنما هو شيء أردت به الخير فحيث شئت فبع.

[الفصل السابع والثلاثون في منازل القبائل من المهاجرين، ثم اتخاذ السور على المدينة]

[منازل بني غفار]

قال عمر بن شبة: نزل بنو غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة القطيعة التي قطع لهم النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهي ما بين دار كثير بن الصلت التي تعرف بدار الحجارة

<<  <  ج: ص:  >  >>