قلت: عرف مما تقدم في منازل بني غفار وفي دار السوق أنها في غربي سوق المدينة بالقرب من منزل جهينة الذي يلي ثنية عثعث من جهة القبلة.
[مسجد بني زريق]
ومنها: مسجد بني زريق- بتقديم الزاي كزبير- من الخزرج.
روى ابن زبالة عن عمر بن حنظلة أن مسجد بني زريق أول مسجد قرئ فيه القرآن، وأن رافع بن مالك الزّرقي لما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنزل عليه في العشر سنين التي خلت، قال: فقدم به رافع المدينة، ثم جمع قومه فقرأه عليهم في موضعه، وهو يومئذ كوم، قال: وعجب النبي صلى الله عليه وسلم من اعتدال قبلته.
وعن مروان بن عثمان بن المعلى قال: أول مسجد قرئ فيه القرآن مسجد بني زريق.
وعن يحيى بن عبد الله بن رفاعة قال: توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وعجب من اعتدال قبلته، ولم يصل فيه.
وروى ابن شبة عن معاذ بن رفاعة الزّرقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل في مسجد بني زريق، وتوضأ فيه، وعجب من قبلته، ولم يصل فيه، وكان أول مسجد قرئ فيه القرآن.
قلت: تقدم في المنازل أن محل قرية بني زريق في قبلة المصلى وما والاها في المشرق داخل السور وخارجه، وتقدم في ذكر الدور المحيطة بالبلاط الممتدّ من باب المدينة المعروف بدرب سويقة إلى باب السلام ما يبين أن هذا المسجد كان في قبلة الدور التي عن يمين السالك من درب سويقة المذكور قريبا منه وهو المذكور في حديث السباق بين الخيل التي لم تضمر، قال عياض: وبينه وبين ثنية الوداع ميل أو نحوه.
قلت: وبين ثنيّة الوداع وبين الموضع الذي ذكرناه نحو الميل، وهو قريب من جهة محاذاة ثنية الوداع في جهة القبلة.
وقد حدث في جهة قبلة المصلّى مما يلي المغرب مسجدان، أحدثهما شمس الدين محمد بن أحمد السلاوي بعد الخمسين وثمانمائة: الأول منهما على شفير وادي بطحن على عدوته الشرقية، والثاني بعده في جهة القبلة على رابية مرتفعة من الوادي أيضا في غربيه في مقابلة المطرية، وكان موضعه في تلك الرابية فكان يطبخ فيه الآجرّ، وإنما نبهت على ذلك لئلا يتقادم العهد بهما فيظن أن أحدهما مسجد بني زريق؛ لكون ذلك بالناحية المذكورة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
[مسجدان لبني ساعدة]
ومنها: مسجدان لبني ساعدة من الخزرج، وسقيفتهم.
روى ابن شبة عن المطلب بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد بني ساعدة،