وأما الحواصل والخزائن التي بالمسجد الشريف ففيه القبة التي بصحنه، وقد مر ذكرها، وغالب ما يوضع فيها اليوم زيت وقود المسجد، وتقدم أن المصحف المنسوب إلى عثمان رضي الله تعالى عنه موضوع بها.
وبالمسجد أيضا أمام كل من المنارات الأربع خزانة، إلا أن ما أمام المنارتين القبليتين من ذلك أصلي، بخلاف المنارتين الشاميتين فإنه محدث، ولذلك قال البدر بن فرحون: وما أحق بالإزالة ما أحدث بالمنارتين الشاميتين؛ إذ قدم بابهما على بابيهما الأصليين، وجعل ما بين البابين في كل منارة خلوة اقتطع بها جانب من المسجد كبير لا شك في تحريمه، انتهى.
وفي جهة المغرب أيضا إلى جانب باب المنارة الشمالية الغربية المعروفة بالخشبية- سميت بذلك لأن حد الخشبتين كان يؤذن بها- خزانة صغيرة يضع بعض الخدام فرشهم فيها، وربما أقام بها من يريد الاعتكاف بالمسجد ويليها في جهة المغرب أيضا حاصلان كبيران يوضع فيهما القناديل الزجاج وبعض آلات المسجد، وفي الأول منهما مما يلي الخزانة المذكورة وضعت كتبي، وكنت أجلس به للمطالعة والاعتكاف فإنه من المسجد، واتفق لي في سبب الإقامة به أمر ليس هذا محل ذكره.
ويقابل ذلك في جهة المشرق مما يلي المنارة المعروفة بالسنجارية خلوة كبيرة فيها فرش الخدام أيضا، وإلى جانبها خزانتان إحداهما بيد من تكون له النوبة من الفراشين يضع فيها فوانيس المسجد ونحوها، والثانية بيد الخدام أيضا، وفي جهة المشرق قريبا من باب جبريل بينه وبين باب النساء خزانة يضع فيها الخدام الماء لشربهم وبعض فرشهم وأمتعتهم، وهي المذكورة في كلام ابن جبير حيث قال: وفي الجهة الشرقية بيت مصنوع من عود هو موضع مبيت بعض السّدنة الحارسين للمسجد المبارك، قال: وسدنته فتيان أحابيش وصقالبة ظراف الهيئة نظاف الملابس والشارات، انتهى، وإلى جانب الخزانة المذكورة صندوق يوضع فيه ما يستخرج من القبة من الزيت للوقود في كل ليلة.
وفي غربي المسجد بين باب الرحمة وباب السلام حاصل يوضع فيه النورة، يعرف بابه بخوخة أبي بكر رضي الله تعالى عنه، فإنها كانت في محاذاته كما تقدم، فلما زيد في المسجد جعلوا هناك خوخة في المسجد تحاذي الخوخة الأولى وقد جعل لذلك ثلاثة أبواب عند عمارة المدرسة الأشرفية، ومحل الخوخة من ذلك الباب الثالث من على يسارك إذا دخلت من باب السلام.
[قناديل المسجد]
وأما عدد قناديله فذكر ابن زبالة أنها مائتان وتسعون قنديلا في زمانه، وجملتها في