للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا نقل المجد عن أبي عبيدة أن اليهود لما نزلوا المدينة نزلوا بالسافلة، فاستوبؤوها، فبعثوا رائدا إلى العالية، فرأى بطحان ومهزورا يهبطان من حرة ينصبّ منها مياه عذبة، فرجع فقال: وجدت بلدا طيبا وأودية تنصب إلى حرة عذبة، فتحولوا؛ فنزل بنو النضير على بطحان، وقريظة على مهزور، اه. مع أن الذي تقدم في المنازل أن بني النضير نزلوا بمذينب، ومنازلهم النواعم، فمن أطلق نزولهم على بطحان راعى اتحاد الأصل وأن مذينب يصب في بطحان أيضا، كان في زماننا يشق في الحرة الشرقية قبلى بني قريظة، ويمر في وسط قرية قديمة كانت شرق العهن والنواعم، ويتشعب في تلك الأموال، ويخرج ما فضل منه من الموضع المعروف بنقيع الرديدي ومن الناصرية، فيصب في الوادي الذي يأتي من ضفاف شرقي مسجد الفضيخ، حتى يأتي الفضاء الذي عند بؤور النورة خلف الماجشونية فتلقاه هناك شعبة من مهزور، ثم يصبان جميعا في بطحان.

وقال المطري: مذينب شرقي جفاف، يلتقي هو وجفاف فوق مسجد الشمس، ثم يصبان في بطحان، ويلتقيان مع رانونا ببطحان، فيمران بالمدينة غربي المصلى، اه. ومراده جفاف أصل مسيل بطحان.

[وادي مهزور]

ومنها: مهزور- نقل ابن زبالة أنه يأتي من بني قريظة، ثم قال في هذه الرواية ما لفظه: وأما معجب فيأتي سيله، وكان يمر في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت الأنصار: إنما الذي يمر في المسجد مهزور، ولم يبين أصل سيل معجب، وكذا ابن شبة، فقال: وأما بطن مهزور فهو الذي يتخوف منه الغرق على أهل المدينة فيما حدثنا به بعض أهل العلم، ثم ذكر رواية ابن زبالة السابقة.

وقال ابن زبالة عقب ما تقدم عنه في مذينب، ما لفظه: وسيل مهزور وصدره من حرة سوران، وهو يصب في أموال بني قريظة، ثم يأتي بالمدينة فيسقيها، وهو السيل الذي يمر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يسكب في زغابة، ويلتقي هو وبطحان بزغابة حيث تلتقي السيول، اه.

واجتماعه في بطحان بزغابة من مجرى قناة، ولهذا قال ابن شبة: وسيل مهزور يأخذ من الحرة من شرقيها ومن هكر، وحرة صفة، حتى يأتي أعلى حلاة بني قريظة، ثم يسلك منه شعيب فيأخذ على بني أمية بن زيد بين البيوت في واد يقال له مذينب، ثم يلتقي وسيل بني قريظة بفضاء بني خطمة، ثم يجتمع الواديان جميعا مهزور ومذينب فيتفرقان في الأموال ويدخلان في صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها إلا مشربة أم إبراهيم، ثم يفضي إلى السورين على قصر مروان بن الحكم، ثم يأخذ بطن الوادي على قصر بني يوسف، ثم يأخذ في البقيع

<<  <  ج: ص:  >  >>