والمجلس، وأراد أن يبعث به إلى معاوية، قال: فكسفت الشمس حتى رأينا النجوم، قال:
فزاد فيه ست درجات، وخطب الناس فقال: إني إنما رفعته حين كثر الناس.
وعند يحيى في رواية أخرى: كتب معاوية رضي الله عنه إلى مروان وهو على المدينة أن أرسل لي بمنبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فخرج مروان فقلعه، فأصابتنا ريح مظلمة بدت فيها النجوم نهارا، ويلقى الرجل الرجل يصكه فلا يعرفه، وذكر اعتذار مروان المتقدم، وقال: إنما كتب إلي يأمرني أن أرفعه من الأرض، فدعا له النجاجرة، فعمل هذه الدرجات ورفعوه عليها، وهي- أي الدرجات التي زادها- ست درجات، قال: ثم لم يزد فيه أحد قبله ولا بعده.
وقال ابن زبالة عقب حديث رواه من طريق سفيان عن كثير بن زيد عن المطلب ما لفظه: والذي زاد في درج المنبر معاوية بن أبي سفيان.
قال سفيان: قال كثير: فأخبرني الوليد بن رباح قال: كسفت الشمس يوم زاد معاوية في المنبر حتى رؤيت النجوم.
وروى ابن النجار زيادة مروان فيه، وأنه صار تسع درجات بالمجلس، عن ابن أبي الزناد، ثم قال: ولما قدم المهدي المدينة سنة إحدى وستين ومائة، فقال لمالك بن أنس: إني أريد أن أعيد منبر النبي صلّى الله عليه وسلّم على حاله، فقال له مالك: إنما هو من طرفاء، وقد سمّر إلى هذه العيدان وشد، فمتى نزعته خفت أن يتهافت ويهلك، فلا أرى أن تغيره، فانصرف المهدي عن تغييره.
وروى ابن شبة قصة المهدي عن محمد بن يحيى عن محمد بن أبي فديك.
[عدد درجات المنبر]
قلت: وجميع ما قدمناه من كلام المؤرخين مقتض لاتفاقهم على أن منبره صلّى الله عليه وسلّم كان درجتين غير المجلس ونقله ابن النجار عن الواقدي، لكن سبق في رواية الدارمي «هذه المراقي «١» الثلاث أو الأربع» على الشك، وفي صحيح مسلم «هذه الثلاث درجات» من غير شك، وقال الكمال الدميري في شرح المنهاج: وكان صلّى الله عليه وسلّم منبره ثلاث درج غير الدرجة التي تسمى المستراح، ولعل مأخذه ظاهر ذلك مع حديث أن النبي صلّى الله عليه وسلّم رقي المنبر فلما رقي الدرجة الأولى قال: آمين، ثم رقي الدرجة الثانية فقال: آمين، ثم رقي الدرجة الثالثة فقال:
آمين، فقالوا: يا رسول الله سمعناك قلت آمين ثلاث مرات، قال: لما رقيت الدرجة الأولى جاء جبريل عليه السلام فقال: شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ عنه فلم يغفر له، قلت: