يزيد ابن عبد الملك وقد فرغوا من بناء داره، فسأله عنها، فقال: ما أعرف لك أصلحك الله بالمدينة دارا، فلما رأى ما في وجهه قال: يا أمير المؤمنين، إنها ليست بدار، ولكنها مدينة، فأعجب ذلك يزيد.
[دار رباح ودار المقداد]
قلت: وفي موضع هذه الدار اليوم ما يقابل الميضأة في المغرب من دار الأشراف العباسا والدار الملاصقة لها في المغرب المشتراتين للسلطان، وقد أضافوا إليهما ما في قبلتهما من الدور.
وقد ذكر ابن شبة أن رباحا مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اتخذ دارا على زاوية دار يزيد بن عبد الملك الغربية اليمانية، وأن المقداد بن الأسود حليف بني زهرة اتخذ دارا بين بيت رباح مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبين زقاق عاصم، فتكون هذه الدار على زاوية دار يزيد الشرقية اليمانية، فهما من جملة ما اشترى للسلطان اليوم. وبين الميضأة وبين هذه الدور زقاق لعله متصل بزقاق عاصم بن عمر، إلا أن ابن زبالة وابن شبة لم يذكراه، قالا: ثم وجاه دار يزيد دار أويس بن سعد بن أبي سرح العامري. قال ابن شبة في هذه الدار: أخبرت أنها كانت لمطيع بن الأسود فناقل بها العباس إلى الدار التي بالبلاط يقال لها دار مطيع، وزاده عشرة آلاف درهم، ثم باعها العباس من عبد الله بن سعد بن أبي سرح بثلاثين ألف درهم، فسكنها بنو أخيه؛ فهي الدار التي يقال لها دار أويس عند دار يزيد بن عبد الملك بالبلاط، وقد سمعنا من يذكر أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أقطع مطيعا داره تلك، فالله أعلم أي ذلك كان.
قلت: وموضع دار أويس اليوم المدرسة الباسطية التي أنشأها القاضي عبد الباسط سنة بضع وأربعين وثمانمائة، وما في شرقيها من مؤخر المدرسة المعروفة اليوم بالحصن العتيق المتقدم ذكرها، فذلك كله يواجه دار يزيد المذكورة، ويفصل بينهما بلاط باب السلام.
[دار مطيع بن الأسود]
قالا: ثم إلى جنب دار أويس- أي في المغرب- دار مطيع بن الأسود العدوي، أي المتقدم ذكر قصتها وأنها كانت للعباس رضي الله تعالى عنه، قال ابن شبة: أي: المتقدم ذكر قصتها وأنها كانت للعباس رضي الله تعالى عنه، قال ابن شبة: ويقال لها دار أبي مطيع، وعندها أصحاب الفاكهة، وزاد في قصتها أنه بلغه أيضا أن حكيم بن حزام ابتاعها هي وداره التي من ورائها بمائة ألف درهم، فشركه ابن مطيع، فقاومه حكيم، فأخذ ابن مطيع داره بالثمن كله وبقيت دار حكيم في يده ربحا، فقيل لحكيم: خدعك، فقال: دار بدار ومائة ألف درهم، وكان يقال لدار أبي مطيع العنقاء، قال لها الشاعر: