قلت: والظاهر أن في محله اليوم الفرن المتقدم ذكره وما حوله.
وقد قدمنا في زيادة المهدي ما ذكره ابن شبة في إدخاله صدر دار آل شرحبيل بن حسنة التي كانت لأم حبيبة رضي الله تعالى عنها في مؤخر المسجد.
قال ابن شبة عقب ذلك: ثم باعوا بقيتها من يحيى بن خالد بن برمك فهدمها حين هدم حش طلحة، ثم صارت براحا في الصوافي، ثم بنى في موضعها الناس بأكثر من أصحاب الصوافي؛ فعلم بذلك أن حش طلحة كان ينعطف على المسجد من جهة الشام، وسيأتي في ذكر البلاط ما يصرح بذلك، والظاهر أن بقية دار شرحبيل من الحش المذكور هو ما حاذى الميضأة التي في شامي المسجد من المغرب، بدليل ما سيأتي، والله أعلم.
ثم إلى جنب حش طلحة الطريق خمسة أذرع.
قلت: وهذه الطريق هي التي في شامي الميضأة المتقدم ذكرها، يتوصل منها إلى رباط الشيخ شمس الدين الششتري.
[أبيات خالصة]
ثم إلى جنب الطريق أبيات خالصة مولاة أمير المؤمنين، وهي دار حباب مولى عتبة بن غزوان.
قلت: وفي موضعها اليوم دار أحد رئيسي مؤذني المسجد، وما يليها من المارستان الذي أنشأه المنتصر بالله، وما يليه من رباط الظاهرية، كما تقدم في ذكر أبواب المسجد.
[دار حميد بن عبد الرحمن بن عوف]
ثم إلى جنب أبيات خالصة دار أبي الغيث بن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وهي صدقة.
وذكر ابن شبة في دور بني زهرة أن من دور عبد الرحمن بن عوف التي اتخذها الدار التي يقال لها الدار الكبرى دار حميد بن عبد الرحمن بن عوف بحش طلحة.
قال: وإنما سميت الدار الكبرى لأنها أول دار بناها أحد من المهاجرين بالمدينة، وكان عبد الرحمن ينزل فيها ضيفان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكانت أيضا تسمى دار الضيفان، فسرق فيها بعض الضيفان، فشكا ذلك عبد الرحمن إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد بنى فيها النبي صلّى الله عليه وسلّم بيده فيما زعم الأعرج، وهي بيد بعض ولد عبد الرحمن بن عوف.
قلت: وهي غير دار عبد الرحمن بن عوف المعروفة بدار مليكة التي تقدم أنها دخلت في المسجد.
وفي شامي المسجد اليوم مما يلي الشرق دار تعرف بدار المضيف، فلعل تسميتها بذلك لكونها في موضع دار الضيفان المذكورة، لكن ذكر الدار الآتية بعدها قبل جهة المشرق يبعد