للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالسوق، ليرتبع الناس منه، وهو إلى ناحية البقيع، فإذا جلس على المنبر أذن المؤذنون على المنار، ثم نقل هشام بن عبد الملك الأذان الذي كان بالزوراء إلى المسجد فجعله واحدا يؤذن عند الزوال على المنار، فإذا خرج هشام أذن المؤذنون كلهم بين يديه، اه.

وقوله: «في ناحية البقيع» محمول على بقيع الخيل سوق المدينة، لا بقيع الغرقد؛ لأن سوق المدينة لم يكن في ناحيته.

[زهرة:]

بالضم ثم السكون، قال ابن زبالة: هي ثبرة أي: بمثلاثة ثم موحدة وهي الأرض السهلة بين الحرة والسافلة مما يلي القف، وكان من أعظم قرى المدينة، وكان في قريتها ثلاثمائة صائغ، وكانت لهم الأطمان اللذان على طريق العرض حين يهبط من الحرة، والمراد الحرة الشرقية، فإنها تعرف بحرة زهرة كما سبق، ومقتضاه أن زهرة مما يلي طرف العالية، وما نزل عنها فهو السافلة، وأدنى العالية ميل من المسجد كما سيأتي، ويرجحه قوله «مما يلي القف» لما سيأتي فيه أنه بقرب صدقات النبي صلى الله عليه وسلم، وأن المشربة به، وسبق في الصدقات أن الظاهر أن حسنى وهي بالقف هي الحسنيات بقرب الدلال والصافية فتكون زهرة بقرب ذلك، ويؤيده ما سبق في الصدقات عن المراغي أنه يقال لجزع الصافية «جزع زهيرة» مصغر زهرة المذكورة، ويؤيده أيضا ما سبق أول الباب الثاني أنه بقي من صعل وفالج امرأة تعرف بزهرة، وكانت تسكن بها، وأنه لما غشيها الدود قالت: رب جسد مصون، ومال مدفون، بين زهرة ورانون.

وفي كتاب الحرة للواقدي: أقبل نفر من أهل الشام على خيولهم يطيفون فيما بين زهرة إلى البقيع، فيصادفون نفرا من الأنصار على أقدامهم.

[الزين:]

بلفظ ضد الشين، مزرعة بالجرف. روى ابن زبالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ازدرع المزرعة التي يقال لها الزين بالجرف.

[حرف السين]

[سائر:]

كصابر، من نواحي المدينة، قال:

عفا مثعر من أهله فثقيب ... فسفح اللوى من سائر فجريب

وعد صاحب «المسالك والممالك» من توابع المدينة ومخاليفها السائر.

[السافلة:]

تقابل العالية، وأدنى العالية كما سيأتي فيها السنح على ميل من المسجد، فما نزل عنه فهو السافلة، ويحتمل أن يكون بينهما واسطة، وربما أومأ إليه ما سبق في زهرة أنها بين الحرة والسافلة، والناس اليوم يطلقونها على ما كان في شامي المدينة، والعالية على ما كان في قبلتها، ويؤيد الأول ما رواه ابن إسحاق من أن النبي صلى الله عليه وسلم لما

<<  <  ج: ص:  >  >>