العباس: منها الدار التي بالزوراء سوق المدينة عند أحجار الزيت، وسبق أن أحجار الزيت عند مشهد مالك بن سنان، لما في رواية ابن زبالة أنهم دفنوه بالسوق فدفن عند مسجد أصحاب العباء، وهناك كانت أحجار الزيت، فالزوراء ذلك المحل من سوق المدينة، وقيل: الزوراء اسم لسوق المدينة.
وفي صحيح مسلم عن أنس «أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا بالزوراء، والزوراء بالمدينة عند السوق» .
وفي البخاري «أن عثمان رضي الله تعالى عنه زاد النداء الثالث على الزوراء» قال البخاري: الزوراء موضع بالسوق، وفي رواية له «النداء الثاني» .
وقوله:«الثالث» لجعله الإقامة نداء، ولفظ ابن ماجه «على دار في السوق يقال لها الزوراء» ويؤخذ من وصف دار السوق التي أخذها ابن هشام أن لعثمان بالسوق دارا تسمى الزوراء، ولذا قال ابن شبة: واتخذ عثمان الدار التي يقال لها الزوراء، اه. فهي التي أحدث النداء عليها، وكأنها سميت باسم موضعها من السوق، قال الحافظ ابن حجر: جزم ابن بطال بأن الزوراء حجر عند باب المسجد، وفيه نظر؛ لما في رواية ابن إسحاق عن الزهري عند ابن خزيمة وابن ماجه «زاد النداء الثالث على دار في السوق يقال لها الزوراء» وقال ابن حجر أيضا في حديث أنس في تكثير الماء: قوله «بالزوراء» هو مكان معروف بالمدينة عند السوق، وزعم الداودي أنه كان مرتفعا كالمغارة، وكأنه أخذه من أمر عثمان بالتأذين عليه، وذلك كان بالزوراء أي الذي يؤذن عليه، لا أنه الزوراء نفسها، اه. وفي العتبيّة ما يشعر بأنه كان بالزوراء من سوق المدينة منارة، ولعلها من الدار التي كان يؤذن عليها؛ لأنه ترجم لتواضع العلماء وجلوسهم في الأسواق، وعند أصحاب العباء أي الذين يبيعون البعاء، ثم أورد عن مالك عن يحيى بن سعيد قال: ما أحدث أحاديث كثيرة عن سعيد بن المسيب إلا من عند أصحاب العباء في السوق، وما أحدث عن سالم بن عبد الله أحاديث إلا في ظل المنارة التي في السوق، كان يقعد في ظلها وسعيد عند أصحاب العباء، اه.
وتؤخذ مما تقدم في فضل بقيع الغرقد أن الزوراء أيضا: اسم للموضع الذي دفن به سيدنا إبراهيم عليه السلام.
وقال البرهان بن فرحون: قال ابن حبيب: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رقى المنبر جلس ثم أذن المؤذنون، وكانوا ثلاثة يؤذنون على المنائر واحدا بعد واحد، فإذا فرغ الثالث قام فخطب، ثم استمر ذلك، فلما كان عثمان وكثر الناس أمر أن يؤذن بالزوراء عند الزوال وهو موضع