ألا يا ديار الحي بالبكرات ... فعارمة فبرقة العيرات
فغول فحلّيت فنفى فمنعج ... إلى عاقل فالجب ذي الأمرات
[الحليف:]
مصغر الحلف، منزل بنجد ينزله مصدق بني كلاب إذا خرج من المدينة.
[الحليفة:]
كجهينة تصغير الحلفة بفتحات واحد الحلفاء وهو النبات المعروف، قال المجد: هي قرية بينها وبين المدينة ستة أميال، وهي ذو الحليفة، وميقات أهل المدينة، وهو من مياه بني جشم بالجيم والشين المعجمة، بينهم وبين بني خفاجة من عقيل، انتهى.
وهو تابع لعياض في ذلك، وزاد كونها قرية، وقد سبق أول الباب عند ذكر حدود وادي العقيق عن عياض أن بطن وادي ذي الحليفة من العقيق وأن العقيق من بلاد مزينة، وهذا هو المعروف، وما ذكره هنا من نسبة ذي الحليفة إلى بني جشم إلى آخره غير معروف، ولعله اشتبه عليه بالحليفة التي من تهامة، وما ذكره من المسافة موافق لتصحيح النووي كالغزالي أنها على ستة أميال، ويشهد له قول الشافعي كما في المعرفة: قد كان سعيد بن زيد وأبو هريرة يكونان بالشجرة على أقل من ستة أميال فيشهدان الجمعة ويدعانها، والمراد بالشجرة ذو الحليفة، لما سبق في مسجد الشجرة بها، وبها أيضا مسجد المعرس.
وفي سنن أبي داود: سمعت محمد بن إسحاق المديني قال: المعرس على ستة أميال من المدينة.
وسبق أن المعرس دون مصعد البيداء، فهو بأواخر الحليفة، فلا يخالف ما سبق عن الشافعي، وعليه يحمل ما رواه أحمد والطبراني والبزار واللفظ له عن أبي أروى قال: كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر بالمدينة ثم آتى ذا الحليفة قبل أن تغيب الشمس وهي على قدر فرسخين، وقال الرافعي كابن الصلاح: ذو الحليفة على ميل من المدينة، وهو مردود تدفعه المشاهدة، ولعلهما اعتبرا المسافة مما يلي قصور العقيق؛ لأنها عمارات ملحقة بالمدينة، وقال الأسنوي: الصواب المعروف المشاهد أنها على فرسخ، وهو ثلاثة أميال أو نزيد قليلا، انتهى.
وذكر ابن حزم أنها على أربعة أميال من المدينة، وقد اختبرت ذلك بالمساحة فكان من عتبة باب المسجد النبوي المعروف بباب السلام إلى عتبة باب مسجد الشجرة بذي الحليفة تسعة عشر ألف ذراع وسبعمائة ذراع واثنين وثلاثين ذراعا ونصف ذراع بذراع اليد