زماننا، وبيانه أن المسقف القبلي ثلاثة أروقة، والشامي اثنان، وفي المغرب رواق واحد يلي باب المسجد اليوم، وفي المشرق في مقابلته رواق واحد أيضا.
وذكر ابن النجار في عدد أساطينه ما يوافق كونه على سبعة أروقة أيضا؛ فقال: وفي المسجد تسعة وثلاثون أسطوانا، بين كل أسطوان وأسطوان سبعة أذرع شافّة.
قلت: وعددها اليوم كذلك؛ لأن جهة القبلة ثلاثة صفوف كل صف سبعة أساطين بين المشرق والمغرب، وجهة الشام صفان كل صف سبعة أيضا، وفيما يلي الرحبة من المغرب أسطوانتان، وفيما يليها من المشرق أسطوانتان، وجملة ذلك ما ذكره.
ووقع فيما نقله ابن شبة عن ابن عساكر في النسخة التي وقعنا عليها تصحيف في عدد الأساطين، وما قدمناه هو الصواب.
قال ابن النجار: وفي جدرانه طاقات نافذة إلى خارج في كل جانب ثمان طاقات، إلا الجانب الذي يلي الشام فإن الثامنة فيها المنارة.
قلت: ولما أعادوا بناء ما هدموه مما حول المنارة المذكورة في زماننا سدّوا من الجهة الشامية طاقة أخرى مما يلي المنارة المذكورة، وسدّوا مما يليها من جهة المغرب ثلاث طاقات أيضا، فإنهم جعلوا الجدار في بنائهم مصمتا كله، والله أعلم.
[بيان ما ينبغي أن يزار بقباء من الآثار تتميما للفائدة دار سعد بن خيثمة]
منها: دار سعد بن خيثمة، وقد تقدم أن باب مسجد قباء المسدود في المغرب بفناء دار سعد بن خيثمة، وهي في قبلة مسجد قباء، والجانب الذي يلي هذا الباب المسدود منها يدخله الناس للزيارة ويسمونه مسجد علي رضي الله تعالى عنه، وكأنه المراد بما سيأتي في الفصل الرابع في مسجد دار سعد بن خيثمة.
وروى ابن شبة عن أبي أمامة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم «اضطجع في البيت الذي في دار سعد بن خيثمة بقباء» وعن ابن وقش أن النبي صلى الله عليه وسلم «دخل بيت سعد بن خيثمة بقباء، وجلس فيه» وروى ابن زبالة عنه أنه قال: يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من المهراس الذي يلي دار سعد بن خيثمة بقباء.
[دار كلثوم بن الهدم]
ومنها: دار كلثوم بن الهدم، وهي إحدى الدور التي قبلى المسجد أيضا، يدخلها الناس للزيارة والتبرك. وقد قدمنا نزوله صلى الله عليه وسلم على كلثوم بن الهدم بداره لمّا قدم قباء، وكذلك أهله وأهل أبي بكر حين قدموا.