وقد روى ابن شبة عن خالد بن رياح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد راتج، وشرب من جاسوم، وهي بئر هناك.
وروى ابن زبالة صلاته صلى الله عليه وسلم في مسجد راتج عن خالد بن رباح عن رجل من بني حارثة. وسيأتي أن جاسوم بئر أبي الهيثم بن التيهان، وأن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في حائطه. وراتج تقدم في المنازل أنه أطم سميت به الناحية، وأن بني الشطية كانوا إحدى قبائل راتج الثلاث، وأن ممن كان به بني زعوراء إخوة بني عبد الأشهل ومنهم أبو الهيثم بن التّيهان؛ ولهذا نقل الأقشهري عن المحب الطبري أنه ذكر المساجد التي كانوا يصلون فيها بأذان بلال فقال: ومسجد بني راتج من بني عبد الأشهل.
قلت: وصواب العبارة «مسجد راتج» وقد سبق ذكر راتج أيضا في منازل مزينة من المهاجرين حيث قال فيها: ونزلت بنو ذكوان من بني سليم مع أهل راتج من اليهود ما بين دار قدامة إلى دار حسن بن زيد بالجبانة. وسيأتي ذكر الجبانة في ترجمة ذباب. وسيأتي لراتج ذكر في ترجمة الخندق، ومنه يؤخذ أنه كان في شرقي ذباب الذي عليه مسجد الراية جانحا إلى جهة الشام، وبعده في المشرق منزل بني عبد الأشهل.
وقال المطري: إن في غربي وادي بطحان من جهة مساجد الفتح جبلين صغيرين:
أحدهما يقال له راتج، ويقال للذي إلى جنبه جبل أبي عبيد.
قلت: وإن صحّ ما ذكره فليس هو المراد هنا؛ لأن تلك الجهة ليست في منازل بني عبد الأشهل وإخوتهم المذكورين. والذي صرح به ابن زبالة وغيره أنه اسم أطم كما قدمناه، فهو المعتمد والله أعلم.
[مسجد واقم]
ومنها: مسجد بني عبد الأشهل من الأوس، ويقال له: مسجد واقم.
روى أبو داود والنسائي عن كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى مسجد بني عبد الأشهل فصلّى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يسجدون بعدها، فقال: هذه صلاة البيوت، وإسناده جيد، إلا أن فيه إسحاق بن كعب بن عجرة مجهول الحال.
وروى ابن شبهة عن محمود بن لبيد قال: صلّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب في مسجد بني عبد الأشهل، فلما فرغ من صلاته قال: صلّوا هاتين الركعتين في بيوتكم، ومحمود بن لبيد من صغار الصحابة، وجلّ روايته عن الصحابة، وفي إسناده عنعنة ابن إسحاق، ورواه أحمد برجال ثقات، ولفظه: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا فصلّى بنا المغرب، فلما سلّم منها قال: اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم، للسبحة بعد المغرب، ورواه ابن ماجه عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عبد الأشهل، فصلّى بنا المغرب في المسجد، الحديث، وفي إسناده متروك.