وروى ابن شبة وابن ماجه عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم فصلّى بنا في بني عبد الأشهل، فرأيته واضعا يديه على ثوبه إذا سجد وعبد الله بن عبد الرحمن ليست له صحبة، قال الذهبي: وصوابه عن أبيه عن جده.
وقد روى ابن ماجه عقبه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في بني عبد الأشهل، وعليه كساء ملتف به يضع يديه عليه يقيه برد الحصى.
ورواه ابن شبة بنحوه، وفي إسناد كل منهما ضعيف.
وروى ابن شبة عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة- وهو ضعيف- عن أبيه معضلا قال: صلّى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد واقم في بني عبد الأشهل وعليه برنكان لم يفض بيديه من البرنكان إلى الأرض.
وعن أمر عامر أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسجد بني عبد الأشهل أتى بعرق فتعرّقه، ثم صلى ولم يمسّ ماء.
ورواه ابن زبالة إلا أنه قال: إنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل، ثم قام فصلى ولم يتوضأ.
وروى يحيى عن بكر بن عبد الوهاب عن محمد بن عمر قال: قالوا: كان بالمدينة تسعة مساجد يسمعون فيها مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فيصلون في مساجدهم، ولا يأتون مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، إلا يوم الجمعة فإنهم كانوا يجمعون فيه، وربما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلّى الظهر إلى مسجد بني عبد الأشهل فيصلي العصر والمغرب في مسجد بني عبد الأشهل، ولم تكن دار كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر لها غشيانا من دار بني عبد الأشهل قبل وفاة سعد بن معاذ وبعد وفاته.
قلت: والأخبار في الصلاة في هذا المسجد كثيرة، وهو غير معروف اليوم، وتقدم أن المطري قال: إن دار بني عبد الأشهل قبلى دار بني ظفر مع طرف الحرة الشرقية المعروفة بحرّة واقم، وكأنه أخذه من قول يحيى في مسجد بني ظفر: إنه دون مسجد بني الأشهل، ولا دلالة في ذلك على ما قاله، والصواب ما قدمناه في منازلهم من أنها كانت في شامي بني ظفر بالحرّة المذكورة وما والاها بين بني ظفر وبني حارثة، وسيأتي في ترجمة الخندق ما يصرح بذلك. ويؤيده ما سيأتي في مسجد القرصة من أنها ضيعة لسعد بن معاذ، والقرصة معروفة اليوم بالجهة التي ذكرناها. وبنو عبد الأشهل هم رهط سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وقد رأيت قرب القرصة آثار منازل كثيرة الظاهر أنها منازلهم، ويؤيده أن فيما نقله الواقدي عن كتاب مسرف بن عقبة إلى يزيد بعد مقتلة الحرّة «إني فرقت أصحابي على أفواه