للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه ابن شبة وابن ماجه وابن عدي عن أنس والحاكم عن أبي رافع.

وروى ابن زبالة عن عائشة بنت قدامة قالت: كان القائم يقوم عند قبر عثمان بن مظعون فيرى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ليس دونه حجاب.

[قبر رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم]

روى الطبراني برجال ثقات، وفي بعضهم خلاف، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في حديث قال فيه: فلما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون.

ورواه ابن شبة، ولفظه: لما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون، قال: وبكى النساء، فجعل عمر يضربهن بسوطه، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده وقال: دعهن يا عمر، وإياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكن من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة، ومهما يكن من اللسان ومن اليد فمن الشيطان، قال: فبكت فاطمة رضي الله تعالى عنها على شفير القبر، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الدموع عن عينها بطرف ثوبه.

قال ابن شبة عقبه: وروى خلافه، أي من حيث حضوره صلى الله عليه وسلم لذلك، ثم روى عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلّف عثمان بن عفان وأسامة بن زيد على رقية وهي وجعة أيام بدر.

وعن الزهري أن يزيد بن حارثة جاء بشيرا بوقعة بدر، وعثمان قائم على قبر رقية يدفنها.

قلت: هذا هو المشهور، والثابت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم حضر دفن ابنته أم كلثوم زوجة عثمان رضي الله تعالى عنه، فلعل الخبر الأول فيها، أو في زينب أختها، فإنها توفيت سنة ثمان بالمدينة، والظاهر أنهن جميعا عند عثمان بن مظعون؛ لما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم: «وأدفن إليه من مات من أهلي» ويحتمل أن بعضهن هي التي وجد قبرها عند حفر الدعامة التي أمام المصلى الشريف، كما سيأتي في قبر فاطمة الزهراء، وحصل الوهم في نسبته لفاطمة، والله أعلم.

[قبر فاطمة بنت أسد رضي الله تعالى عنها أم علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه]

روى ابن زبالة عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت أسد بن هاشم، وكانت مهاجرة مبايعة، بالرّوحاء مقابل حمام أبي قطيفة، قال:

وثمّ قبر إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم وقبر عثمان بن مظعون.

وسيأتي ما نقله ابن شبة في قبر العباس من قول عبد العزيز بن عمران: إنه دفن عند قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم في أول مقابر بني هاشم التي في دار عقيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>