ابن أم مكتوم، فبلغ ماء يقال له الكدر، وتعرف بغزوة «قرقرة» ، ويقال نجران، فلم يلق أحدا، والله أعلم.
[غزوة أنمار]
ثم غزا غزوة أنمار، فجاءه دعثور فوجده نائما تحت الشجرة، فاستيقظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو قائم على رأسه بالسيف، فقال له دعثور: من يمنعك مني؟ قال: الله، فوقع السيف من يده، وأخذه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: من يمنعك مني؟ قال: لا أحد، قال: اذهب لشأنك، فولى وهو يقول: محمد خير مني، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: نعم، وأنا أحق بذلك منك، فنذرت غطفان برسول الله صلّى الله عليه وسلّم فهربوا.
[غزوة ذي أمر]
قلت: هذه غزوة ذي أمر، وسماها الحاكم غزوة أنمار، وسمى بعضهم الأعرابي غورث، ويقال: كان ذلك في ذات الرقاع، ولا مانع من تعدد ذلك، وكأن أبا حاتم رأى اتحادهما فلم يذكر ذات الرقاع، وهي بنخل عند بعضهم؛ فلذلك لم يذكرها أيضا، والله أعلم.
ثم كانت سرية القردة، وكان أميرها زيد بن حارثة، فلقي بها عير قريش، فأخذها، وأسر فرات بن حيان، وبلغ الخمس من تلك الغنيمة عشرين ألفا.
[سرية القردة]
قلت: والقردة ماء من مياه نجد، فإن قريشا بعد بدر خافوا طريقهم التي كانوا يسلكون إلى الشام، فسلكوا طريق العراق، وكان في هذه العير أبو سفيان بن حرب ومعه فضة كثيرة هي عظم تجارتهم، والله أعلم.
ثم كانت أحد.
[غزوة أحد]
قلت: كانت في شوال سنة ثلاث باتفاق الجمهور، وشذ من قال: سنة أربع، وقال ابن إسحاق: لإحدى عشرة ليلة خلت منه، وقيل: لسبع ليال، وقيل: لثمان؛ وقيل:
لتسع، وقيل: في نصفه، وقال مالك: كانت بعد بدر بسنة، وفيه تجوز، لأن بدرا كانت في رمضان باتفاق، فهي بعدها بسنة وشهر لم يكمل، ولهذا قال مرة أخرى: كانت بعد الهجرة بإحدى وثلاثين شهرا.
وكان السبب فيها أنه لما قتل الله من قتل من كفار قريش يوم بدر ورجع من بقي منهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بعيرهم، فكلموا أبا سفيان ومن له في العير مال في