ذلك، فكأن الجانب الغربي من دار المضيف وما حوله في المغرب من الساباط وبعض رباط الظاهرية في موضع الدار المذكورة.
ثم إلى جنب دار أبي الغيث بقية دار عبد الله بن مسعود، كانت لجعفر بن يحيى، وقد قبضت صافية عنه.
قلت: قد قدمنا أنها كانت تدعى دار القراء، وأن بعضها دخل في زيادة الوليد، وبقيتها في زيادة المهدي، فكأن المراد بعض بقيتها، بدليل ما هنا، ومع ذلك فأنا أستبعد أن يبقى منها بقية في جهة الشام، سيما إذا كان المهدي قد زاد مائة ذراع.
ثم يضاف لذلك ما زاده الوليد منها، وعرض الرحبة التي في شامي المسجد، وأيّ دار يكون طولها هذا المقدار فضلا عن أن يبقى بعد ذلك منها بقية؟ وموضع ما وصفوه اليوم هو ما يلي المشرق من الدار المعروفة بدار المضيف المتقدم ذكرها، والله أعلم.
[دار موسى المخزومي]
قال ابن زبالة وابن شبة: ثم من المشرق دار موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي، كان ابتاعها هو وعبيد الله بن حسين بن علي بن حسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، فتقاوماها، فظن عبيد الله أن موسى لا يريد إلا الربح، فأسلمها عبيد الله فصارت لموسى.
قلت: وظاهر ذلك أن الدار المذكورة أول جهة المشرق مما يلي الشام، وفي موضعها اليوم- كما قدمناه في ذكر أبواب المسجد- بيت بعض رئيسي المؤذنين الذي يلي دار المضيف، وما يليه من الميضأة المعطلة اليوم، وبين ذلك وبين دار المضيف زقاق يعرف بخرق الجمل يتصل إلى الدور الملاصقة لسور المدينة، ولعله المعروف قديما بزقاق جمل؛ فإن ابن شبة ذكر أن فاطمة بنت قيس اتخذت دارا بين دار أنس بن مالك وبين زقاق جمل، ودار أنس بن مالك ذكر أنها في بني جديلة، وهي في شامي سور المدينة.
ثم إلى جنب دار موسى أبيات قهطم دار موسى ودار عمرو بن العاص، وهي- يعني دار عمرو- صدقة من عمرو، وهي اليوم صوافي: أي أبيات قهطم، هذه عبارة ابن شبة.
وعبارة ابن زبالة «وإلى جنبها أبيات فيها قهطم، وهو صوافي» .
والطريق بين دار موسى بن إبراهيم وبين دار عمرو بن العاص السهمي، وهي اليوم لهم صدقة.
[أبيات الصوافي]
قلت: وأبيات قهطم هي التي سماها ابن زبالة في ذكر الكتابة على أبواب المسجد أبيات الصوافي، وسمى الطريق التي ذكرها هنا بزقاق المناصع، لكن كلام ابن شبة يقتضي