المهم لنا من ذلك ما يتعلق ببيان مسجد بني زريق، وبطريق النبي صلّى الله عليه وسلّم في ذهابه إلى المصلى ورجوعه منها كما سيظهر لك.
وأما البلاط الممتد في المغرب إلى سوق المدينة القديم فكان عند خاتمة دار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه كما تقدم.
وقال ابن شبة في دور العباس: ومنها الدار التي بالزوراء سوق المدينة عند أحجار الزيت، أقطعها له عمر بن الخطاب، قال: وقد بلغني أن دار طلحة بن عمر بالبلاط كانت مربدا لدار العباس هذه، فابتاعها عمر من بعض بنيه. ويقوي ذلك أن المنصور أبا جعفر ابتاع تلك الدار من ولد طلحة بن عمر بأربعين ألف دينار.
ثم ذكر للعباس دارا أخرى ليست في البلاط، لكنها في شامي هذه الدار، فقال:
ومنها الدار التي إلى جنب دار آل قارط حلفاء بني زهرة، بينها وبين خطة بني ضمرة، وهي التي كان عبد الله بن عباس يسكن وجعلت المحررة هناك لطعام كان ابن عباس يطعمه.
قلت: وإنما ذكرنا هاتين الدارين لما سيأتي من ذكرهما في الدار التي أخذ بها هشام بن عبد الملك سوق المدينة.
ويستفاد مما سيأتي في ترجمة أحجار الزيت أن دار العباس التي عند خاتمة البلاط المذكور كانت بقرب مشهد سيدنا مالك بن سنان في شرقيه، وسيأتي أنه دفن عند مسجد أصحاب العباء، أي: الذين يبيعون العبي، وهنا لك كانت أحجار الزيت.
الفصل السادس والثلاثون فيما جاء في سوق المدينة التي تصدق به النبي صلّى الله عليه وسلّم على المسلمين، وذكر دار هشام بن عبد الملك التي أخذ بها السوق
[الرسول ينشئ السوق]
روى عمر بن شبة عن عطاء بن يسار قال: لما أراد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يجعل للمدينة سوقا أتى سوق بني قينقاع، ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال: هذا سوقكم؛ فلا يضيق، ولا يؤخذ فيه خراج.
وروى ابن زبالة عن يزيد بن عبيد الله بن قسيط أن السوق كانت في بني قينقاع حتى حول السوق بعد ذلك.
[أسواق المدينة في الجاهلية]
وقال ابن شبة: قال أبو غسان: وكان بالمدينة في الجاهلية سوق بزبالة من الناحية التي تدعى يثرب، وسوق بالجسر في بني قينقاع، وبالصفاصف بالعصبة سوق، وسوق يقوم في