للمسجد؛ لأن مروان قتلته زوجته أم خالد بن يزيد آمنة بنت علقمة، ويقال: فاختة بنت هاشم، وقيل: مات مطعونا، وقيل: مطعونا، في نصف رمضان سنة خمس وستين.
وكانت مدة خلافته تسعة أشهر، وذلك قبل أن يزيد ولد ولده الوليد بن عبد الملك ابن مروان في المسجد بنحو من ثلاثين سنة، ولا شك أنها خوخة آل مروان؛ فالصواب أنه كان يدخل من مثلها، لا منها، وكأن هذا الباب هو المراد بقول ابن زبالة: وباب في قبلة المسجد يخرج منه السلطان إلى المقصورة.
قلت: أما ما ذكره المطري من أنه لم يكن في قبلة المسجد باب- يعني فيما مضى إلى زمنه- إلا خوخة آل عمر؛ فمردود بما قدمناه عن ابن زبالة؛ فإنه فصل الأبواب الزائدة على العشرين فجعل منها الباب الذي كان في القبلة يدخل منه الأمراء من ناحية دار مروان، ثم ذكر البابين اللذين عن يمين القبلة وعن يسارها يدخل منهما إلى المقصورة، والباب الذي عن يمين القبلة هو هذا الذي أدركه المطري؛ فلا يصح ما ذكره الزين المراغي من حمل كلام ابن زبالة في الباب الذي ذكره في القبلة عليه؛ لأنه قد غاير بينهما، وأما استدراك المراغي على القول بأن مروان كان يدخل من الباب الذي ذكره المطري فصحيح، وقد تقدم عن ابن زبالة أنه يسمى باب بيت زيت القناديل. والذي يظهر كما قال المراغي أنه جعل في مقابلة باب اتخذه مروان هناك أيضا؛ لأن ابن زبالة روى أن مروان لما بنى داره جعل لها خوخة في القبلة، ثم قال: أخشى أن أمنعها، أي لكونها في القبلة، فجعل لها بابا على يمينك حين تدخل: أي وهو الباب المتقدم وصفه، ثم قال: أخشى أن أمنع المسجد، فجعل الباب الثالث الذي يلي باب المسجد، يعني الملاصق لباب السلام من خارجه، وفي موضعه اليوم السقاية المقابلة لباب مدرسة الحصن العتيق، وهذا سبب المناسبة في تسمية رحبة القضاء برحبة دار مروان؛ لمقابلتها لبابه هذا.
وروى ابن زبالة عن إسحاق بن مسلم أن عمر بن عبد العزيز لما بنى المسجد أراد أن يجعل في الأبواب حلقا، ويجعلها في الدروب؛ لئلا يدخلها الدواب، فعمل الحلقة التي في باب المسجد مما يلي دار مروان، ثم بدا له فتركها.
قلت: المراد بذلك السلسلة الحديد المجعولة بجنبتي عقد باب السلام تمنع الدواب من الدخول. وفي باب الرحمة اليوم آثار سلسلة كانت هناك، وسلسلة باب السلام ترفع في أيام الموسم؛ لأنه اتفق في سنة أربع وخمسين وثمانمائة ازدحام الناس عندها فهلك جماعة، وكان أمام باب السلام من داخله درابزين شبيه بالدرابزين الذي كان من داخل باب جبريل، وكان الناس لا ينزعون نعالهم إلا عنده، وكذلك كان مثله أمام باب الرحمة من داخله أيضا؛ فجعل الأمير بردبك المعمار أيام عمارته للظاهر جقمق هذه الأحجار المصفوفة إفريزا عند