وكان مع قريظة في دارهم إخوتهم بنو هدل وبنو عمرو المقدم ذكرهم، وإنما سمي هدلا بهدل كان في شفته، ومن ولده ثعلبة وأسد ابنا سعيّة وأسد بن عبيد ورفاعة بن سموأل وسخيت ومنبه ابنا هدل، ومنها بنو النضير في النواعم، ومنهم كعب بن الأشرف، وكان لهم عامة أطم في المال الذي يقال له فاضجة، وأطم في زقاق الحارث دبر قصر ابن هشام دون بني أمية بن زيد كان لعمر بن جحاش، وأطم البويلة، وغير ذلك، هذا ما ذكره ابن زبالة.
ونقل ابن عساكر عن الواقدي أنه قال: كانت منازل بني النضير بناحية الغرس.
قلت: والظاهر أنهم كانوا بالنواعم، وتمتد منازلهم وأموالهم إلى ناحية الغرس وإلى ناحية الصافية وما معها من صدقات النبي صلّى الله عليه وسلّم وبعض منازلهم كانت بجفاف؛ لأن فاضجة به، ورأيت بالحرة في شرقي النواعم آثار حصون وقرية بقرب مذينيب يظهر أنها من جملة منازلهم، وأن ما في قبلة ذلك في شرقي العهن من منازل بني أمية بن زيد كما سيأتي، ومنها بنو مريد في بني خطمة وناعمة إبراهيم بن هشام، وكان لهم أطم يعرف بهم فيه بئر، ومنها بنو معاوية في بني أمية بن زيد، ومنها بنو ماسكة بقرب صدقة مروان بن الحكم مما يلي صدقة النبي صلّى الله عليه وسلّم وكان لهم الأطمان اللذان في القف في القرية، ومنها بنو محمم في المكان الذي يقال له بنو محمم، وكان لهم المال الذي يقال له خناقة، معروف اليوم، وكان رجل منهم قطع يد رجل في الجاهلية فقال المقطوع: أعطني خناقة عقلا بيدي، فأبى، وحفر للذي قطعه كوة في خناقة، ثم أخرج يده منها من وراء الحائط وقال: اقطع، فقطع يده، فقال حين قطع يده:
الآن قد طابت ذرى خنافة ... طابت فلا جوع ولا مخافة
ومنها بنو زعورا عند مشربة أم إبراهيم بن النبي صلّى الله عليه وسلّم ولهم الأطم الذي عندها، وكان الأطم الذي في مال جحاف لبعض من كان هناك من اليهود، ومنها بنو زيد اللات، قال ابن زبالة: وهم رهط عبد الله بن سلام، كانوا قريبا من بني غصينة، ومنها بنو قينقاع عند منتهى جسر بطحان مما يلي العالية، وكان هناك سوق من أسواق المدينة، وكان لهم الأطمان اللذان عند منقطع الجسر على يمينك وأنت ذاهب من المدينة إلى العالية إذا سلكت الجسر، وغير ذلك، وفي صحيح البخاري عن ابن عمر أن بني قينقاع هم رهط عبد الله بن سلام، خلاف ما تقدم عن ابن زبالة، قال الحافظ ابن حجر: وهم من ذرية يوسف الصديق عليه السلام، ومنها بنو حجر عند المشربة التي عند الجسر، ولهم أطم يعرف بهم، ومنها بنو ثعلبة وأهل زهرة بزهرة، وهم رهط الفطيون، وهو ملكهم الذي كان يفتض نساء أهل المدينة قبل أن يدخلن على أزواجهن، وكان لهم الأطمان اللذان على