للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المعارف لابن قتيبة عن ابن إسحاق: فلما سارت قريش لحرب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والمسلمون حتى نزلوا بيوت بني حارثة، فأقاموا بقية يومهم وليلتهم.

ثم خرج في غد، وذكر انخزال «١» عبد الله بن أبيّ؛ فتحرر أن بيوت بني حارثة عند الشيخين وفي ناحيتهما.

وقد ذكر ابن إسحاق وغيره أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أجاز ذلك اليوم في حائط لمربع بن قيظ، واتفق له معه ما سيأتي ذكره: ومربع هذا من بني حارثة وأيضا فقد قدمنا في الفصل الرابع في تحريمها قول أبي هريرة في رواية الإسماعيلي: ثم جاء- يعني النبي صلّى الله عليه وسلّم- بني حارثة وهم في سند الحرة. اه. وليس الموضع الذي ذكره المطري في سند الحرة، بخلاف الموضع الذي قدمناه، مع أنه يحتمل أن بعض منازل بني حارثة كانت بالموضع الذي ذكره المطري أيضا.

قال ابن زبالة: وابتنوا بها- أي بدارهم الثانية- أطما يقال له «الريان» عند مسجد بني حارثة كان لبني مجذعة بن حارثة، وسبب خروج بني حارثة من دار بني عبد الأشهل حرب كانت بينهم وبين عبد الأشهل، ووالى بنو ظفر بني عبد الأشهل، ثم هزمهم بنو حارثة وقتلوا سماك بن رافع وكان باغيا، قتله مسعود أبو محيصة الحارثي، وظفرت بهم بنو حارثة فأجلوهم أولا؛ فلحقوا بأرض بني سليم، فسار حضير بن سماك ببني سليم حتى قاتل بني حارثة، فقتل منهم، واشتد عليهم الحصار بأطمهم المسير المتقدم ذكره في دار بني عبد الأشهل، فسارت بنو عمرو بن عوف وبنو خطمة إليهم، وقالوا: إما أن تخلّوا سبيلهم، وإما أن تأخذوا عقل «٢» صاحبكم، وإما أن تصالحوهم، فاختاروا أن يجلوهم، فخرج بنو حارثة إلى خيبر فكانوا بها قريبا من سنة، ثم رق لهم حضير وطلب صلحهم، فخرجت السفراء في ذلك حتى اصطلحوا، وأبت بنو حارثة أن ينزلوا دارهم مع بني عبد الأشهل، ونزلوا الدار المعروفة بهم اليوم، اه.

ونزل بنو ظفر وهو كعب بن الخزرج الأصغر بن عمرو بن مالك بن الأوس دارهم شرقي البقيع عند مسجدهم: أي المعروف بمسجد البغلة بجوار بني عبد الأشهل.

وذكر ابن حزم في الجمهرة أن بطون بني عمرو بن مالك بن الأوس [وهم]


(١) انخزل: ارتد وضعف.
(٢) عاقلة الرجل: ديته. وودّاه فعقل ديته بالعقل في فناء ورثته.

<<  <  ج: ص:  >  >>