للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأسر، فاستغاث ببعض إخوته حتى دخلوا جميعا فماتوا في تلك البئر، فهذه منازل بني النجار.

قال المطري وتبعه من بعده: إن دار النابغة المتقدمة في بني عدي كانت غربي مسجد الرسول، وهي دار بني عدي بن النجار، ومسجد الرسول صلّى الله عليه وسلّم وما يليه من جهة الشرق دار بني غانم بن مالك بن النجار، ودور بني النجار بالمدينة وما حولها من الشمال إلى مسجد الإجابة، والنجار: هو تيم الله بن ثعلبة، وسمي بذلك لأنه ضرب رجلا فنجره، فقيل له: النجار، وفي دور بنيه هؤلاء قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل» وهم من الأوس كما سبق. وفي رواية أخرى: «ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ قالوا: بلى، قال: بنو عبد الأشهل، وهم رهط سعد بن معاذ، قالوا: ثم من يا رسول الله قال: ثم بنو النجار» وراويهما واحد، وقد صحتا، فاختلف عليه، وتقديم بني النجار روى عن أنس من غير اختلاف عليه، ولها مؤيدات أخرى، وهم أخوال عبد المطلب جد النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولذلك نزل عليهم صلّى الله عليه وسلّم كما سيأتي، ثم ذكر في الرواية المذكورة بعد بني عبد الأشهل بني الحارث بن الخزرج أي الأكبر «ثم بنو ساعدة» وقال في هذه الرواية أيضا «وفي كل دور الأنصار خير» وكأن المفاضلة وقعت بحسب السبق إلى الإسلام، وبحسب مساعيهم في إعلام كلمة الله.

قال ابن زبالة عقب ذكر جميع منازل الأنصار المتقدمة: ونزل بنو الشطبة حين قدموا من الشام ميطان، فلم يوافقهم، فتحولوا قريبا من جذمان، ثم تحولوا فنزلوا براتج، فهم أحد قبائل راتج الثلاث، وقد ذكر راتج في منازل يهود فقال: وكان براتج ناس من اليهود، وكان راتج أطما سميت به تلك الناحية، ثم صار لبني الجذماء، ثم صار بعد لأهل راتج الذين كانوا حلفاء بني عبد الأشهل، وهو الذي يقول له قيس بن الخطيم:

ألا إن بين الشّرعبى وراتج

البيت.

وقد قدمنا عن ابن حزم أن أهل راتج هم بنو زعورا بن جشم أخي عبد الأشهل بن جشم، وذكر أيضا أن من أهل راتج بني سعد بن مرة بن مالك بن الأوس.

وقال المطري: راتج جبيل صغير غربي وادي بطحان، وبجنبه جبيل آخر صغير يقال له: جبل بني عبيد، انتهى. وسيأتي ما ينازع فيه مع بيان أن راتجا في ناحية مسجد الراية.

<<  <  ج: ص:  >  >>