للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوى ذلك، والعلماء كلهم يطلقون على ذلك قدوم المدينة. وفي شرف المصطفى لابن الجوزي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ولد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الإثنين، واستنبئ يوم الإثنين، ورفع الحجر يوم الإثنين، وخرج مهاجرا من مكة يوم الإثنين، وقدم المدينة يوم الإثنين، وقبض يوم الإثنين. وفي روضة الأقشهري: قال ابن الكلبي: خرج من الغار ليلة الإثنين أول يوم من ربيع الأول، وقدم المدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت منه. قال أبو عمر: وهو قول ابن إسحاق إلا في تسمية اليوم. وعند أبي سعيد في شرف المصطفى من طريق أبي بكر بن حزم: قدم لثلاث عشرة من ربيع الأول، وهذا الجمع بينه وبين الذي قبله بالحمل على الاختلاف في رؤية الهلال. وعنده من حديث عمر: ثم نزل على بني عمرو بن عوف يوم الإثنين لليلتين بقيتا من ربيع الأول، ولعل الرواية خلتا ليوافق ما تقدم. ونقل ابن زبالة عن ابن شهاب أن ذلك كان في النصف من ربيع الأول، وقيل:

كان قدومه في سابعه، وجزم ابن حزم بأنه خرج من مكة لثلاث ليال بقين من صفر، وهذا يوافق قول هشام بن الكلبي إنه خرج من الغار ليلة الإثنين أول يوم من ربيع الأول، فإن كان محفوظا فلعل قدومه قباء كان يوم الإثنين ثامن ربيع الأول، وإذا ضم ذلك إلى ما سيأتي عن أنس أنه أقام بقباء أربع عشرة ليلة خرج منه أن دخوله المدينة نفسها كان لاثنين وعشرين منه، لكن الكلبي جزم بأنه دخلها لاثنتي عشرة خلت منه؛ فعلى قوله تكون إقامته بقباء أربع ليال فقط، وبه جزم ابن حبان؛ فإنه قال: أقام بها الثلاثاء والأربعاء والخميس، يعني وخرج يوم الجمعة، فلم يعتد بيوم الخروج، وكذا قال موسى بن عقبة: إنه أقام فيهم ثلاث ليال؛ فكأنه لم يعد يوم الدخول ولا الخروج. وعن قوم من بني عمرو بن عوف أنه أقام فيهم اثنين وعشرين يوما، حكاه ابن زبالة. وفي البخاري من حديث أنس «أقام فيهم أربع عشرة ليلة» وهو المراد في رواية عائشة بقولها «بضع عشرة ليلة» وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب: أقام فيهم ثلاثا، قال: وروى ابن شهاب عن مجمع بن حارثة أنه أقام اثنتين وعشرين ليلة. وقال ابن إسحاق: أقام فيهم خمسا، وبنو عمرو بن عوف يزعمون أكثر من ذلك. قال الحافظ ابن حجر: أنس ليس من بني عمرو بن عوف؛ فإنه من الخزرج، وقد جزم بأربع عشرة ليلة، فهو أولى بالقبول، وأمر النبي صلّى الله عليه وسلّم بالتاريخ فكتب من حين الهجرة في ربيع، رواه الحاكم في الإكليل، وهو معضل، والمشهور أن ذلك كان في خلافة عمر رضي الله عنه، وأن عمر قال: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخ بها، وابتدأ من المحرم بعد إشارة علي وعثمان رضي الله عنهما بذلك، وقد ذكرنا ما قيل في

<<  <  ج: ص:  >  >>