للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفرح أهل المدينة بمقدمه صلّى الله عليه وسلّم إليهم فرحا شديدا؛ ففي البخاري من حديث البراء:

«ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلّى الله عليه وسلّم» الحديث، وروى أبو داود أن الحبشة لعبت بحرابهم فرحا بقدومه صلّى الله عليه وسلّم.

قال رزين: وصعدت ذوات الخدور على الأجاجير «١» يقلن:

طلع البدر علينا ... من ثنيّات الوداع

وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع

وفي رواية:

أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع

والغلمان والولائد يقولون: جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرحا به.

وفي شرف المصطفى: لما بركت الناقة على باب أبي أيوب خرج جوار من بني النجار يضربن بالدفوف ويقلن:

نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتحببناني؟ قلن: نعم يا رسول الله، فقال: والله وأنا أحبكن، قالها ثلاثا، وفي رواية: «يعلم الله إني أحبكن» .

وأخرج الحاكم من طريق إسحاق بن أبي طلحة: فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدف وهن يقلن، وذكر البيت المتقدم.

وروى عن أنس قال: لما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مكة أظلم منها كل شيء، فلما دخل المدينة أضاء منها كل شيء، ورواه ابن ماجه بلفظ: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء. ورواه أبو داود بلفظ: لما قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة لعبت الحبشة بحرابهم فرحا بقدومه صلّى الله عليه وسلّم وما رأيت يوما كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة، أضاء منها كل شيء، الحديث. ورواه ابن أبي خيثمة عنه بلفظ: شهدت يوم دخول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة، فلم أر يوما أحسن منه ولا أضوأ.

وروى يحيى عن عبد الله بن سلام: لما قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة انجفل الناس «٢» إليه، وقيل: قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجئت أنظر، فلما تبينت وجهه علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته يتكلم قال: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام، وهذا الحديث بنحوه في الترمذي وصححه.


(١) الأجاجير: سطوح المنازل.
(٢) انجفل الناس: قدموا إليه مسرعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>