للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بناء المسجد قال: قيل لي: عريش كعريش أخيك موسى سبعة أذرع، ثم الأمر أعجل من ذلك. وأسند يحيى عن الحسن قال: لما قدم النبي صلّى الله عليه وسلّم المدينة قال:

ابنوا لي مسجدا عريشا كعريش موسى، ابنوه لنا من لبن. وأورده رزين بلفظ: لما أخذ في بناء المسجد قال: ابنوا لي عريشا كعريش موسى، ثمامات وخشبات وظلة كظلة موسى، والأمر أعجل من ذلك، قيل: وما ظلة موسى؟ قال: كان إذا قام فيه أصاب رأسه السقف، وعمل فيه بنفسه صلّى الله عليه وسلّم ترغيبا لهم؛ ففي الرواية المتقدمة في الصحيح عقب قوله: «حتى ابتاعه منهما» وطفق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينقل معهم اللبن في ثيابه، ويقول وهو ينقل اللبن:

هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبرّ ربّنا وأطهر

ويقول:

اللهم إنّ الأجر أجر الآخره ... فارحم الأنصار والمهاجره

قال ابن شهاب: فتمثل صلّى الله عليه وسلّم بشعر رجل من المسلمين، ولم يبلغنا في الأحاديث أنه تمثل ببيت شعر تام غير هذه الأبيات، زاد ابن عائذ في آخره: التي كان يرتجزهن وهو ينقل اللبن لبناء المسجد.

والحمال مخفّف بمهملة مكسورة: أي هذا المحمول من اللبن أبر عند الله من حمال خيبر، أي ذات التمر والزبيب. وقوله «ربّنا» أي يا ربنا. وأسند يحيى عن الزهري في معنى قوله «هذا الحمال لا حمال خيبر» قال: كانت يهود إذا صرمت نخلها جاءتهم الأعراب بركائبهم فيحملون لهم عروة بعروة إلى القرى، فيبيعون، يكون لهذا نصف الثمن ولهؤلاء نصفه، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم ذلك. وفي الرواية المتقدمة في الصحيح عقب قوله: «وجعلوا عضادتيه حجارة» فجعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم يرتجزون ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم معهم، يقولون:

اللهم لا خير إلا خير الآخره ... فانصر الأنصار والمهاجره

ويذكر أن هذا البيت لعبد الله بن رواحة.

وعن الزهري: بلغني أن الصحابة كانوا يرتجزون به، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينقل معهم ويقول:

اللهم لا خير إلا خير الآخره ... فارحم المهاجرين والأنصار

وكان لا يقيم الشعر، قال الله تعالى: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ [يس: ٦٩]

<<  <  ج: ص:  >  >>