وعن أبي سعيد الخدري: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وهو قائم على منبره: «أنا قائم الساعة على عقر حوضي» وفي رواية له: «إني على الحوض الآن» .
وأسند ابن زبالة عن نافع بن جبير عن أبيه حديث:«أحد شقي المنبر على عقر الحوض، فمن حلف عنده على يمين فاجرة يقتطع بها حق امرئ مسلم فليتبوأ مقعده من النار» قال: وعقر الحوض من حيث يصب الماء في الحوض.
وفي سنن أبي داود من حديث جابر مرفوعا:«لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار، أو وجبت له النار» ، ورواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححوه.
وروى النسائي برجال ثقات عن أبي أمامة بن ثعلبة مرفوعا:«من حلف عند منبري هذا يمينا كاذبة استحل بها مال امرئ مسلم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا» .
وفي الأوسط للطبراني وفيه ابن لهيعة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا:«منبري على ترعة من ترع الجنة، وما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة» .
وفي الصحيحين حديث ابن عمر:«ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة» .
وروى أحمد برجال الصحيح عن أبي هريرة وأبي سعيد حديث:«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» .
وروى البزار برجال ثقات عن سعد بن أبي وقاص حديث:«ما بين بيتي ومنبري، أو قبري ومنبري، روضة من رياض الجنة» وفي الأوسط للطبراني وفيه متروك عن أنس بن مالك حديث: «ما بين حجرتي ومصلاي روضة من رياض الجنة» وفي رواية لابن زبالة من طريق عائشة بنت سعد عن أبيها «ما بين منبري والمصلى» وفي رواية «ما بين مسجدي إلى المصلى روضة من رياض الجنة» ورواه أبو طاهر بن المخلص في انتقائه ويحيى في أخبار المدينة بلفظ: «ما بين بيتي ومصلاي روضة من رياض الجنة» قال جماعة: المراد به مصلى العيد، وقال آخرون: مصلاه الذي يصلي فيه في المسجد، كذا قاله الخطابي.
قلت: ويؤيد الأول أن في النسخة التي رواها طاهر بن يحيى عن أبيه يحيى عقب الحديث المذكور ما لفظه: قال أبي: سمعت غير واحد يقولون: إن سعدا لما سمع هذا الحديث من النبي صلّى الله عليه وسلّم بنى داره فيما بين المسجد والمصلى، وكذا ما سيأتي في مصلى العيد من رواية ابن شبة عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص.
قلت: وهو شاهد لما سيأتي من عموم الروضة لجميع مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولما زيد فيه من جهة المغرب.