ومائة ذراع وعرضه عشرون ومائة، وطول السقف أي ما بينه وبين الأرض أحد عشر ذراعا» انتهى. وكيف يصح أن يكون الأسطوان المذكور نهاية زيادته؟ بل ابتداء زيادته من الأسطوان التي تليها، فيكون زيادته بعد الأسطوان المذكورة في جهة المغرب عشرين ذراعا، لما قدمناه من رواية أن المسجد كان عرضه مائة ذراع فزيادته عشرون، وذلك نحو أسطوانين، فيكون نهاية المسجد في زمنه من تلك الجهة الأسطوانة السابعة من غربي المنبر، ومن المشرق الحجرة الشريفة، لأنه لم يزد في تلك الجهة شيئا، ومن القبلة صف الأساطين التي تلي القبلة، وكانت إليها المقصورة الآتي ذكرها، وقد احترقت، ومن بقاياها خشبة في سفل الأسطوان التي في هذا الصف عن يسار مستقبل المحراب العثماني، مثبتة تلك الخشبة في الأسطوان المذكور مما يلي الأرض، وقد زالت في الحريق الثاني؛ فزيادة عمر رضي الله عنه من جهة القبلة الرواق المتوسط بين الروضة ورواق القبلة، وذلك نحو عشرة أذرع، وأما الشام فيستفاد من كون المسجد كان طوله في زمنه أربعين ومائة ذراع، وأن منها في جهة القبلة نحو عشرة أذرع أنه يمتد في زمنه بعد الحجرين المتقدم ذكرهما في حدود المسجد الأصلي اللذين في صحنه نحو ستين ذراعا؛ لأنا قدمنا أن من مقدم المسجد الأصلي إليها نحو السبعين فقط.
وبقي أمر آخر لم أر من نبه عليه، وهو أن حجر أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم كان بعضها في جهة الشام كما تقدم، ومقتضى ما قدمناه من رواية ابن سعد- وهو ظاهر ما سيأتي في زيادة الوليد- أن عمر رضي الله عنه لم يدخل منها شيئا في المسجد، وإنما أدخلها الوليد، فكأن عمر ترك ما كان منها في جهة الشام قائما على حاله، وصار المسجد حواليها.
وقال السيد القرافي في ذيله: واشترى عمر أيضا نصف موضع كان خطه النبي صلّى الله عليه وسلّم لجعفر بن أبي طالب وهو بالحبشة دارا بمائة ألف فزاده في المسجد.
قلت: سيأتي من رواية يحيى أن الذي شرى ذلك عثمان رضي الله عنه، كذا في النسخة التي رواها ابن ابنه الحسن بن محمد عنه، ثم رأيت في النسخة التي رواها ابنه طاهر عنه ما ذكره القرافي، ولم يذكر ابن زبالة ويحيى وغيرهما إدخال عمر دار أبي بكر رضي الله عنه في المسجد، ويتعين أن يكون عمر هو الذي أدخلها؛ لما سبق في الفصل قبله من أن باب خوختها كان غربي المسجد، وأن الخوخة المجعولة في محاذاتها عند إدخال الدار هي الخوخة الموجودة اليوم غربي المسجد، وهذا لا خلاف فيه عند المؤرخين، ولهذا قال ابن النجار نقلا عن أهل السير: كانت خوخة أبي بكر في غربي المسجد، فعلمنا بذلك أن دار أبي بكر كانت في غربي المسجد، وأن عمر رضي الله عنه أدخلها، لكن قال الحافظ ابن حجر:
إن ابن شبة ذكر في أخبار المدينة أن دار أبي بكر التي أذن له في إبقاء الخوخة منها إلى