وأما طول جدران الحائز الظاهر من كل زاوية إلى الآخرى من خارجه فطول الجدار القبلي من زاويته التي تلي القبلة من المغرب إلى زاويته التي تلي المشرق سبعة عشر ذراعا، بتقديم السين، ينقص يسيرا، وذلك موافق لما تقدم في تصوير ابن النجار. وطول الجدار الغربي من القبلة إلى طرف مقام جبريل ستة عشر ذراعا ونحو نصف ذراع، ومنعطف مقام جبريل هناك الشام، وذرع منعطفه ذراعان ونصف ذراع، وجملة ذلك تسعة عشر ذراعا؛ فهو المراد مما تقدم في تصوير ابن النجار، لكنه يوهم أن وجه مقام جبريل غير داخل في التسعة عشر ذراعا التي ذكرها للجدار الغربي، وليس كذلك. وطول الجدار المنعطف من مقام جبريل إلى الزاوية الشمالية اثنا عشر ذراعا ونصف ذراع راجح. وطول الجدار الشرقي من القبلة إلى الزاوية التي ينحرف منه إلى جهة الشمال اثنا عشر ذراعا ونصف ذراع راجح.
وطول الجدار المنعطف من الجدار المذكور عند الزاوية المذكورة إلى الزاوية الشمالية نحو أربعة عشر ذراعا، وفيما ذكرناه من الذرع في الثلاثة الجدر الأخيرة مخالفة لما تقدم في تصوير ابن النجار ومن تبعه.
وأما طول الحائز الظاهر في السماء فثلاثة عشر ذراعا وثلث ذراع، ويرجح من بعض الجوانب يسيرا، وعرض منقبته ذراع وربع ثمن.
ونقل الأقشهري أن ابن شبة نقل عن أبي غسان أن طول الحظار الذي على البيت- يعني الحائز المذكور- من جهة ارتفاعه ثلاثة عشر ذراعا غير سدس.
قلت: وقد رأيت بأعلاه سترة من آجر قدر نصف ذراع يشهد الحال أنها محدثة لإحداث السقف الآتي ذكره للحجرة الشريفة بعد حريق المسجد الأول؛ فلا مخالفة بين ما وجدناه وبين ما ذكره أبو غسان.
وأما ارتفاع الجدار الداخل في السماء فقسته من خارجه من جهة الشام فكان خمسة عشر ذراعا، وارتفاع تلك الأرض التي في شامي الحجرة بين الجدارين على أرض الحجرة ذراع ونحو ربع ذراع، ومع ذلك فالحائز الخارج أرجح من الداخل بيسير أو مساوله، وسبب ذلك علو الأرض الخارجة عن هذا الحائز على الأرض الداخلة بين الحائزين بأرجح من ذراع ونصف، مع أن الأرض الداخلة بين الحائزين من جهة الشام التي هي كهيئة المثلث وجدت مجدولة بالحجارة والقصة بحيث لم يتأت لهم حفر أساس فيها، ولله الحمد على ذلك.
وأما ما تقدم فيما نقلناه من خط المراغي- وهو موجود في كلام ابن النجار وابن عساكر- من أن طول حيطان الحائز الخارج في السماء ثلاثة وعشرون ذراعا، فهذا مخالف لما شاهدناه ولما قدمناه عن أبي غسان، وكأنهم أرادوا بهذا ذرع ما بين الأرض المحيطة بالحجرة