للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى يومنا هذا، ويبعد أن يكون المراد أن هذا النوع إنما حدث بغرسه صلّى الله عليه وسلّم وأن جميع ما يوجد منه من غرسه كما لا يخفى.

وروى ابن حبان عن ابن عباس ل «كان أحب التمر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العجوة» وفي حديث ضعيف «خير تمركم البرني، يخرج الداء، ولا داء فيه» ورواه ابن شبة بنحوه خطابا لوفد عبد القيس في ثمارهم، وكذا الحاكم في مستدركه، وفي مسلم حديث «يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله» قالها مرتين أو ثلاثا، وفيه أيضا حديث «لا يجوع أهل بيت عندهم التمر» وفي الكبير والصغير للطبراني ورجال الصغير رجال الصحيح عن ابن عباس «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أتي بالباكورة من الثمار وضعها على عينيه ثم قال: اللهم كما أطعمتنا أوله فأطعمنا آخره، ثم يأمر به للمولود من أهله» ولفظ الكبير «كان إذا أتى بالباكورة من التمر قبّلها وجعلها على عينيه» الحديث، وفي نوادر الحكيم الترمذي عن أنس بن مالك قال «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أتى بالباكورة من كل شيء قبّلها ووضعها على عينه اليمنى ثلاثا، ثم على عينه اليسرى ثلاثا، ثم يقول: اللهم» الحديث بنحوه.

وروى البزار بسند فيه ضعيف حديث «يا عائشة إذا جاء الرطب فهنيني» ورويناه في الغيلانيات، وفيها أيضا حديث «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعجبه أن يفطر على الرطب في أيام الرطب، وعلى التمر إذا لم يكن رطب، ويختم بهن، ويجعلهن وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا» وفيها حديث «كلوا التمر على الريق؛ فإنه يقتل الدود» .

وأنواع تمر المدينة كثيرة، ذكرنا ما أمكن جمعه منها في الأصل فبلغ مائة وبضعا وثلاثين نوعا: منها النوع المسمى بالصّيحاني، وقد أسند الصدر إبراهيم بن محمد بن مؤيد الحموي في كتابه فضل أهل البيت عن جابر رضي الله عنه قال «كنت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم يوما في بعض حيطان المدينة، ويد علي في يده، قال: فمررنا بنخل، فصاح النخل: هذا محمد سيد الأنبياء، وهذا علي سيد الأولياء أبو الأئمة الطاهرين، ثم مررنا بنخل فصاح النخل: هذا محمد رسول الله، وهذا علي سيف الله، فالتفت النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى علي، فقال له: يا علي سمّه الصيحاني، فسمي من ذلك اليوم الصيحاني» وهو حديث غريب؛ فكان هذا سبب تسمية ذلك النوع بهذا الاسم؛ لأن تلك النخلات كانت منه، ويحتمل أن يكون المراد تسمية ذلك الحائط بهذا الاسم، وبالمدينة اليوم موضع بجفاف يعرف بالصيحاني.

وروى بعضهم هذا الحديث عن علي بألفاظ فيها نكارة، وفي آخره «يا علي سمّ نخل المدينة صيحانيا لأنهن صحن بفضلي وفضلك» .

<<  <  ج: ص:  >  >>