الجالوت، فسمعه مصعب وهو خلفه حين رأى المقبرة يقول: هي هي، فدعاه مصعب فقال: ماذا تقول؟ فقال: نجد هذه المقبرة في التوراة بين حرّتين محفوفة بالنخل اسمها كفتة، يبعث الله منها سبعين ألفا على صورة القمر. وسيأتي من رواية ابن زبالة عن المقبري نحوه.
وروى ابن زبالة عن جابر مرفوعا: يبعث من هذه المقبرة- واسمها كفتة- مائة ألف كلهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتداوون، وعلى ربهم يتوكلون.
وعن المطلب بن حنطب رفعه مرسلا: يحشر من مقبرة المدينة- يعني البقيع- سبعون ألفا لا حساب عليهم، تضئ وجوههم غمدان اليمن.
وجاء ما يقتضي أن هذا العدد يبعث من مقبرة بني سلمة، وهي عند منزل بني حرام منهم، فروى ابن شبة عن أبي سعيد المقبري أن كعب الأحبار قال: نجد مكتوبا في الكتاب أن مقبرة بغربي المدينة على حافة سيل يحشر منها سبعون ألفا ليس عليهم حساب.
وقال أبو سعيد المقبري لابنه سعيد: إن أنا هلكت فادفنّي في مقبرة بني سلمة التي سمعت من كعب، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مقبرة بغربي المدينة يعترضها السيل يسارا يبعث منها كذا وكذا لا حساب عليهم، قال عبد العزيز بن مبشر: لا أحفظ العدد.
وعن عقبة بن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، وعن ابن أبي عتيق وغيرهما من مشيخة بني حرام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مقبرة ما بين سيلين غربية يضئ نورها يوم القيامة ما بين السماء إلى الأرض.
وروى ابن زبالة عن سهل عن أبيه عن جده قال: دفن قتلى من قتلى أحد في مقبرة بني سلمة.
وعن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة قال: أصيب أبو عمرة بن سكن يوم أحد، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقل، فكان أول من دفن في مقبرة بني حرام.
وفي الكبير للطبراني- وفيه يعقوب بن محمد الزهري فيه كلام كثير، وقد وثق- عن سعد بن خيثمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأن رحمة وقعت بين بني سالم وبني بياضة، قالوا: يا رسول الله أفننتقل إلى موضعها، قال: لا، ولكن اقبروا فيها، فقبروا فيها موتاهم.
قلت: وهذه المقبرة لا تعرف اليوم، وكذا مقبرة بني سلمة، لكن تعرف جهتهما مما تقدم في المنازل.
وتقدم في الحث على الموت بالمدينة حديث «ما على الأرض بقعة أحبّ إلى من أن يكون