(٣) باب في قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}[الملك: ٥] وقوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}[يس: ٣٨]
قال قتادة (١): خلق اللَّه هذه النجوم لثلاثٍ: زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدي بها، فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به.
قلت: وما أحسن قولَ أبي الفرج بن عبيد:
تَعَلُّم أحكامِ النجوم إضاعةٌ ... لأوقاتِ عُمرٍ تنقضي فتفوت
فما يعلم الإنسان ما كَسْبُه غدًا ... ولا يعلم الإنسانُ حين يموت
١٥٢١ - وعن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأبي ذر حين غربت الشمس: "تدري أين تذهب؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال: "فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يُقْبَلُ منها، وتستأذن فلا يُؤْذَنُ لها، يقال لها:
(١) خ (٢/ ٤٢٠)، (٥٩) كتاب بدء الخلق، (٣) باب في النجوم، ذكر البخاري أثر قتادة في ترجمة الباب.