فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "سأفعل إن شاء اللَّه".
قال عتبان: فغدا عليَّ (١) رسول اللَّه وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأَذِنْتُ له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال:"أين تحبُّ أن أصلي من بيتك؟ "، فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَكَبَّر، فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم، قال: وحبسناه على خَزِيرَةٍ صنعناها له، قال: فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عَدَدٍ فاجتمعوا.
فقال قائل منهم: أين مالك بن الدُّخَيْشِن -أو ابن الدُّخْشُن-؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحب اللَّه ورسوله، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا اللَّه، يريد بذلك وجه اللَّه؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإنما نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين. قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فإن اللَّه حَرَّمَ على النار من قال: لا إله إلا اللَّه يبتغي بذلك وجه اللَّه".
الغريب:
"الخزيرة": حساءٌ يُعمَلُ من النخال، ولا يكون إلا بدسم.
* * *
(١٥) باب نبش قبور المشركين واتخاذ مكانها مسجدًا، وما يكره من الصلاة في القبور، ورأى عمر أنس بن مالك يصلي عند القبر فقال: القبرَ القبرَ، ولم يأمره بالإعادةِ
٢٤٧ - وعن أنس قال: قدم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة في حَيٍّ يقال لهم: بنو