للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول: قَطْ قَطْ، فهنالك تمتلئ، ويُزْوَى بعضها إلى بعض، ولا يظلم اللَّه (١) من خلقه أحدًا، وأما الجنة فإن اللَّه ينشئ لها خلقًا".

* تنبيه: مذهب السلف في المشكلات أن لا يتعرض لتأويلها، مع القطع باستحالة حملها على ظواهرها، وقد تعرض كثير من العلماء إلى تأويلها وردها إلى مجازات كلام العرب واستعارتها، فمن ذلك أنَّ وضع القدم والرِّجْل في هذا الحديث يمكن حمله على أن المراد بذلك تذليل جهنم عند طغيانها (٢)، وقولها: هل من مزيد، فيذللها اللَّه تعالى تذليل من يُوضَعُ تحت الرجل، ويؤيده قوله: "فيضع قدمه عليها"، وقيل غير هذا، والتسليم أسلم، واللَّه أعلم.

* * *

[باب]

٢١٦٧ - عن جرير (٣) بن عبد اللَّه قال: كنا جلوسًا ليلة مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا، لا تُضَامُون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل


(١) في "صحيح البخاري": "اللَّه عز وجل. . . ".
(٢) في المخطوط: "لا يمكن حمله. . . إلخ"، والذي أثبتناه هو الذي يستقيم به السياق.
(٣) في "صحيح البخاري": "جرير بن عبد اللَّه"، وفي المخطوط: "جابر بن عبد اللَّه".

<<  <  ج: ص:  >  >>