للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وواللَّه (١) إني لأراكم من وراء ظهري" (٢).

* * *

(١٣) باب وضع المال في المسجد وقسمته فيه

٢٤٥ - عن أنس قال: أُتِي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بمالٍ من البَحْرَيْنِ فقال: "انثرُوه (٣) في المسجد"، وكان أكثر مال أتى به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الصلاة، ولم يلتفت إليه.

فلما قَضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدًا إلا أعطاه؛ إذ جاءه العباس فقال: يا رسول اللَّه! أعطني؛ فإني فاديت نفسي وفَادَيْتُ عَقِيلًا (٤). فقال


(١) "وواللَّه": ليست في "صحيح البخاري".
(٢) (إني لأراكم من وراء ظهري) اختلف في معنى ذلك، فقيل: المراد بها العلم، إما بأن يوحى إليه كيفية فعلهم، وإما أن يُلْهَم، وفيه نظر؛ لأن العلم لو كان مرادًا لم يقيده بقوله: "من وراء ظهري"، وقيل: المراد أنه يرى من عن يمينه ومن عن يساره ممن تدركه عينه مع التفات يسير في النادر، وهذا ظاهر التكلف. والصواب المختار أنه محمول على ظاهره، وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي خاص به -صلى اللَّه عليه وسلم- انخرقت له فيه العادة.
(٣) (انثروه)؛ أي: صُبُّوهُ.
(٤) (وفاديت عقيلًا)؛ أي: ابن أبي طالب، وكان أُسِرَ مع عمه العباس في غزوة بدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>